بقلم - همدان العليي
– في الحرب السادسة، اشترط مرتزقة إيران (الحوثيون) إيقاف القصف كي ينفذوا مطالب الدولة. يومها وافقت الحكومة وأوقفت الحرب حرصا على السلام، لكن الحوثيون لم ينفذوا مطلبًا واحدًا، واستمروا في قتل أبناء حجة والجوف وصعدة.
– في مؤتمر الحوار، رفض مرتزقة إيران المخرجات واشترطوا أن تعتذر الحكومة لهم عن الحروب الست بالرغم أنهم من تسبب بها، واشترطوا أيضًا صرف تعويضات لهم. يومها وافقت الحكومة واعتذرت وقدمت تعويضات نهبوها ولم يصرفونها للمواطنين. لكن هل التزموا بمخرجات الحوار؟ لا أبدًا.
– عندما وصلت قوات الشرعية إلى أبواب صنعاء، أعلنت جماعة الحوثي قبولها بالدخول في مشاورات، لكن شريطة أن يتوقف إطلاق النار. ووافقت الحكومة اليمنية وتم إيقاف القوات على جبال نهم، وذهبوا لمشاورات تلو المشاورات حرصا على السلام حتى أعاد الحوثيين ترتيب صفوفهم عسكريًا. وبعدها هل أوقف الحوثيون إطلاق النار؟ هل توقفت حروبهم؟ قطعا لا.
– أثناء تحرير الحديدة، وافق الحوثيون على تسليم الحديدة للحكومة المعترف بها وفق آلية تشرف عليها الأمم المتحدة، لكنهم اشترطوا إيقاف تقدم القوات المشتركة.. وتم ما أرادوا، وتوقفت المعارك.. فهل طبقوا الاتفاق؟! لم يفعلوا ذلك.
– بعد توقيع اتفاق ستوكهولم، قبلت جماعة الحوثي أن تذهب عائدات النفط المستورد لصالح مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، لكنها اشترطت (عبر مبادرة قدمتها) بأن توضع هذه الرسوم في حساب خاص ومستقل بفرع البنك المركزي في الحديدة ولا تشرف عليه الحكومة الشرعية، فوافقت الحكومة على هذا الشرط ليحصل الناس على مرتباتهم.. لكن هل سلمت جماعة الحوثي المرتبات أم سرقت أكثر من 35 مليار ريال كانت مخصصة كرواتب؟!
– اليوم تشترط جماعة الحوثي تفعيل مطار صنعاء أمام كل الرحلات، وإلغاء الرقابة على دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة مقابل إيقاف عدوانهم على مأرب وعدم التوسع. والمشكلة، أن هناك من يعتقد بأن الحوثيين سيتوقفون.
وهكذا في كل مرة، تنتزع جماعة الحوثي تنازلات وتتمدد وتتوسع أمام سذاجة وعدم تعلم خصومها من الدروس.