بقلم - محمد الحذيفي
نعيش في تعز فراغ إداري وسياسي ورقابي مفزع وغياب للرؤية الإستراتيجية خلق نوعا من الفوضى وولد صراعا حادا وتناقضا فضيعا غير مسبوق بين مؤسسات الدولة بعضها البعض وبين الأحزاب والمكونات فيما بينها البين حتى وصل الصراع الى داخل الحزب الواحد اخذ أبعادا مختلفة بسبب غياب الرؤية وكل قائد يريد أن يسير الجميع وفقا لنظرته الخاصة وليس وفقا للرؤية الإستراتيجية التي يملكها حزبه لإدارة الشان العام وإدارة الدولة.
فهل بإمكان الاحزاب السياسية وعلى رأسها حزب التجمع اليمني للإصلاح ويليه المؤتمر الشعبي العام في تعز ان توضح لجماهيرها ماهية الرؤية التي تحملها لإدارة الشأن السياسي والإداري والتنموي وادارة مؤسسات الدولة بعيدا عن التنجيمات والحزيات والنظريات التنظيمية.
قد يقول قائل لماذا خصيت حزبي الإصلاح والمؤتمر لأنهما يمثلان ثقلا كبيرا سياسيا وشعبيا وجماهيريا وخاصة حزب الإصلاح والناس تعول عليه كثيرا في إحداث عملية التغيير والنهضة والبناء والتنمية وعندما تكون الرؤية منعدمة عند هذه الأحزاب تسود الفوضى والعشوائية وغياب الهدف كما هو الحال في تعز.
نريد من الإصلاح والمؤتمر والإشتراكي والناصري وهي الأحزاب الفاعلة في المشهد أن يوضحوا للناس ماهي رؤيتهم لإدارة مؤسسات الدولة، لمكافحة الفساد، لإدارة البناء والتنمية، لتطوير التعليم، اقنعوا المواطن، هذه رؤيتنا ونريد تطبيقها لا نريد منكم الإكتفاء بالتراشق وتبادل الإتهامات وكل حزب يحمل الآخر مسؤولية ما يحدث فجميعكم في نظر المواطن فاشلين فاسدين عديمي الرؤية.
محافظ المحافظة نبيل شمسان يمثل المؤتمر الشعبي العام منذ توليه المسؤولية وحتى اليوم وهو يغطي على ملفات فساد كبيرة رغم أنها سلمت نسخا منها الى مكتبه وكان الأحرى به أن يكون حاسما وحازما فيها ولا يسمح بذلك إطلاقا لكنه ظل يتجاهل تلك الملفات ولم يبت فيها وحين انفجر الغضب الشعبي ذهب يتعامل بمعالجة الوضع بصورة انتقائية ويوقف اثنين من المدراء المتهمين من جملة ثمانية مدراء يقال أن لديهم ملفات في مكتبه اهمهم وأسبقهم الضرائب والواجبات والأشغال والمياه والنظافة والتحسين وغيرها ، عملا بالمثل القائل ذهب يكحلها عماها.
النجاح في الحفاظ على الموارد المالية التي تجبى وتوريدها كما هي الى اوعيتها الصحيحة سيحل معظم مشكلات تعز وسيخفف الكثير وهذا الكلام ليس كلاما مرسلا أو تنظيريا وليس كلامي وإنما كلام أحد العارفين ببواطن الضرائب والوجبات قالها لي بالحرف الواحد : ” لو هناك دقة وأمانة في الحفاظ على 60- 70% من الموارد المالية الحالية والباقي تذهب لجيوب الفاسدين لا ستغنينا عن أي دعم حتى دعم عدن حسب قوله ولسلمنا الرواتب ودعمنا الجيش واحدثنا تنمية بحدها الأدنى.
فلماذا إهدار الموارد المالية لصالح مجموعة انتهازيين؟، فيما الكثير من الجبهات في تعز منذ عشرين يوم لم يصلهم ريال واحد دعم وكل رباطهم تقشف ويتضورون جوعا وكل حياتهم ديون واقتراض ورقم الحساب ست خمسات الخاص بدعم الجيش في البنوك لم يورد اليه أي ريال من السلطة المحلية منذ تأريخ 3/مارس فيما الملايين تلهطها حيتان الفساد الكبيرة فأين رؤيتكم للحفاظ على المال العام أيها الأحزاب؟.