بقلم - محمد الحذيفي
لك أن تتخيل أن يصاب أحد أقاربك بوباء كورونا او بنوع من أنواع الحميات الفايروسية وتذهب به نحو المستشفيات الحكومية لإنقاذه وعند وصولك أي قسم طوارئ لا يستقبلك غير شباب يرتدون البالطوهات البيضاء الخاصة بمن يطلق عليهم ملائكة الرحمة لتكتشف أنهم طلاب متدربين من كلية الطب ، فيما الأطباء المتمكنيين والموظفين في تلك المستشفيات ورؤساء الأقسام لا وجود لهم ، والعمل كله يقوم على مناوبين ومتدربين لا يستطيعون فعل شيء غير صرف رشادة مهدئات عامة دون فحوصات لصرفك انت ومريضك الذي قد يفارق الحياة بين يديك ولا تستطيع انقاذه.
هذا هو الوضع الصحي في تعز يتوسع انتشار فايروس كورونا وينتشر كالهشيم وتنتشر الحميات والأمراض وترتفع أعداد الإصابات ونسبة الوفيات ، والوضع يصل الى درجة الخطورة ، والناس تئن بصمت خلف الجدران وما يصل المستشفيات من المرضى بالحميات لا يساوي شيء ممن هم في البيوت ، ومكتب الصحة في موقع ضمير مستتر تقديره هو ، وكأننا نعيش في غابة لا سلطات فيها.
السلطة المحلية عاجزة عن فعل شيء الا توجيهات خطية يتم تناقل أخبارها في وسائل التواصل الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام فيما لا يوجد لها أثر على الأرض ، والسلطات الصحية لا وجود لها على الإطلاق وكأن تعز لا يوجد فيها مكتب صحة ولم يعين له مدير اسمه ……….
المشهد اشبه بزريبة تنافس حاد وصراع بين مافيا المنظمات وعصابات لهط الدعم وكل جهة تكيد للأخرى وكل مستشفى تحمل الأخرى المسؤولية ، ومدير مكتب الصحة الذي تم تعيينه ليس بناء على كفاءته او احترافية ادارته يستمتع بالمشاهدة ويشجع الفريق الذي سيضمن منه أفضل فائدة كما يتحدث من لهم صلة بالجانب الإداري والصحي.
الناس تموت ، وهؤلاء يتكاوشون على من يحصد أكبر نسبة من الأرباح أو الفائدة ، انعدمت فيهم روح المسؤولية والضمير الإنساني ، ولا وجود للمسؤول الذي يحترم نفسه وعمله وسمعته ويمتلك الإرادة القوية في تقديم استقالته وتوضيح الحقائق على الملأ.
الناس بحاجة الى حلول عاجلة ومتكاملة ، وتعز أحوج الى من يقلل من حجم الكارثة الصحية وتخفيف أنين الناس خلف الجدران.