بقلم - فتحي بن لزرق
توطئة : هذا المقال مصارحة مع من نحب ولما نحب.
اثبتت وقائع الحال ان من الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها السعودية في حربها في اليمن افساحها المجال للإزاحة بالكثير من قيادات الشرعية الأقوياء.
صوروا للمملكة ان إزاحة الرجال الأقوياء فيه مصلحة لحربها في اليمن بينما كانت الحقيقة خلاف ذلك، في عام الحرب السادس تقاتل المملكة وحيدة في اليمن الا من بعض الرجال ،بعض الأخطاء قاتلة ولاتغتفر وهذا ماوقعت فيه المملكة بكل اسف .
بدأ المسلسل عقب تحرير “عدن” تحديدا ، كانت التصورات تصل الى الرياض تباعا .
هذا لانريده وهذا ابعدوه وهذا غيروه وهذا رحلوه وهذا امنعوه من العودة هذا يريد بكم شرا .
وفي معركة ضد الحوثيين الذين حشدوا كل رجالهم وقياداتهم المؤثرة كان يجب ان يتصدر المشهد اليمني رجال أقوياء ،حاضرون بكل قوة ولكن ماحدث كان العكس.
اُفرغت المعركة مع الحوثيين من رجالها الأقوياء واحدا تلو الاخر ، كانت السعودية اشبه بسفينه تسير بعرض البحر قيل لربانها لكي تتجنب الغرق ارمي بكل ماعلى ظهرها.
رمى القبطان بكل المؤون والخرائط والارشادات رمى بكل بحارته فلاطمت الأمواج بسفينته واعتراها الضعف من بعد قوة والضلال من بعد هدى .
في معركة السعودية في اليمن قال الأصدقاء الكاذبون ذات يوم :” هذا اخواني وهذا قطري وهذا عماني وهذا تركي وهذا مندس وهذا عميل وهذا ضد التحالف .
قُلعت انياب الشرعية نابا خلف ناب ومخلبا خلف مخلب واٌسقطت الرجال واحدا تلو الاخر وسار المركب لكن بلا بحارة وبلا هدى وبلا قضية ولا وطن ووصلت الناس الى منظومة لاتملك جندي واحد يحميها من متظاهرين.
وسألت الناس :” ماهذا ؟
قيل لهم انها حكومتكم وشرعيتكم ودولتكم المنتظرة ..
قالوا :” مالنا ومال هذه الجموع التي لاتملك من امرها شيئا او بهذا تريدون الوصول الى صنعاء انكم لضالون مٌضلون.
أخطأت السعودية.. نعم بلا شك ،ربما صدّقت حديث الأصدقاء ونصحهم لكن الاحداث اللاحقة اثبت ان كلا له مشروعه وله توجهه وقضيته وهدفه.
قال لي زعيم قبلي قبل شهر من مأرب :” نحن لانقاتل الا دفاعا عن ارضنا وعرضنا اما الدولة اين هي وأين رجالها؟.
هذه الأشياء الأخيرة التي يقاتل لاجلها ماتبقى من اليمنيين الرافضين للحوثي ومادون ذلك لا شيء.
والمنطق الصحيح يقول ان الأساس ان الناس تقاتل دفاعا عن الدولة قبل أي شيء.
ذات المنطق يقول ان للدولة رجال وشخوص وهؤلاء مهابون أقوياء والناظر الى ساحة اليوم لن يجد.
هب لي معركة واحدة خاضها طرف ما وانتصر بلا قيادة بلا ملهمين وبلا مرشدين.
الناظر الى معارك الأشهر الأخيرة في اليمن سيجد ان المملكة تقف وحيدة تصارع وحيدة مابين “عدن” ومأرب وتعز والساحل الغربي واذا نظرت الى خارطة رجال الشرعية وقياداتها فلن تجد في الأفق مايملي عينك او يسد شهوة انشداه واحدة.
اين الرجال ؟
اين القيادات ؟
أٌكلوا ذات يوم في عدن ومأرب وسقطرى واحدا تلو الاخر .
هذا المقال ليس طعنة في ظهر المملكة ، ليس انتقاصا من دورها ، هذه كلمات مٌحب و هذا المقال إشارة أخيرة الى الحافة التي نقف على حدودها جميعا نكاد او نوشك على السقوط والسقوط لنا كلنا وهذا مالانريده ولا نتمناه.
هذه المقال كتلة ضوء في عتمة هذه السماء المبلدة بالغيوم.
هذه الطريق تمر من هنا والمخرج من هنا والوطن الغائب طريق عودته من هنا.
اعيدوا للشرعية رجالها وقياداتها .
اعيدوا للدولة هيبتها وحضورها .
لايزال في الوقت متسع ولايزال بلغة البدو في الحبل عطفة.
لا تكابروا
لن ينقذ اليمن الا رجالها وقياداتها ودون ذلك ضياع للوقت وإسراعا نحو الهزيمة التي لانريدها.
الهزيمة التي لانتمناها .
انا لكم من الناصحين..
فتحي بن لزرق
20 مارس 2021