قراءة أمريكية: ستنجح السعودية في اليمن في حال امتلك الجيش الحكومي الأسلحة الثقيلة وطائرات المراقبة

عدن نيوز21 مارس 2021
قراءة أمريكية: ستنجح السعودية في اليمن في حال امتلك الجيش الحكومي الأسلحة الثقيلة وطائرات المراقبة

ضمن الاهتمام الغربي بالحرب في اليمن، نصح كل من مجلة “انسيدربيا” ومعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، الإدارة الأمريكية، قيادات المملكة العربية السعودية، بضرورة تسليح القوات الحكومية على الأرض، خصوصاً التي تتواجد في مأرب بالأسلحة النوعية، القادرة على حسم المعركة، ودحر مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.

وترجمت “وكالة يمن للأنباء” التقريرين، اللذين ركزا على الأولويات التي يجب اتخاذها، لمنع كارثة وشيكة، في اليمن، في الوقت التي لا توجد فيه جدية، لدى الحوثيين للجلوس على مفاوضات السلام، وهي الطريقة التي يريد من خلالها “بايدن” إنهاء الأزمة اليمنية، التي تدخل عامها السادس، بحسب التقريرين.

ونشرت مجلة insidearabia، تقريرا، تزامناً مع الذكرى السادسة لما أسمته التدخل السعودي في حرب اليمن، قالت فيه بأن التحول في السياسة السعودية تجاه الصراع باليمن بات ضرورة “حاسمة” لهزيمة الحوثي وتحقيق السلام باليمن.

وذكر التقرير بأنه في ظل استمرار سيناريو التصعيد الحوثي في اليمن، سيتعين على السعودية التركيز على أولويات معينة للتعامل بشكل أفضل مع الحوثيين: أولاً، هناك حاجة إلى تركيز حاد على الخيار العسكري. حيث تبدو محادثات السلام غير مجدية بسبب تصاعد العنف. حيث وعلى الرغم من أن بعض الأصوات جادلت بعدم وجود حل عسكري للصراع، تبقى الحقيقة أنه لن يكون هناك حل سياسي قبل إضعاف الحوثيين في ساحة المعركة.

ولكي يحدث هذا، ينصح التقرير السعودية بزيادة دعمها العسكري وتنسيقها مع القوات الحكومية المقاتلة على الأرض. موضحا بأن المملكة تحتاج إلى الثقة والاستماع إلى القادة اليمنيين الميدانيين، ومن الأهمية بمكان أن يلتزم الطرفان بخطط محددة، على الأقل لجبهة مأرب. أما إذا استمر السعوديون في نفس السياسة المستمرة منذ ست سنوات في اليمن، فإن النتيجة المؤكدة ستكون عدم هزيمة الحوثيين المتحالفين مع إيران، وستستمر طائراتهم بدون طيار وصواريخهم في التدفق على المدن السعودية.

وقالت المجلة ” تسببت ثقة الحوثيين المفرطة وعنادهم في فشل محاولات السلام على مدى السنوات الست الماضية. علاوة على ذلك، تصرف التحالف السعودي الإماراتي كمحتل في اليمن، مما زاد من شعبية الحوثيين ومكاسبهم الإقليمية. يجب أن تتوقف هذه التجاوزات على الشعب اليمني من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية إذا كان الهدف إحلال السلام في اليمن.”

الأولوية الثانية _وفق التقرير_ هي توحيد الفصائل المناهضة للحوثيين، بما في ذلك المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والانفصاليين الجنوبيين. مشيرا إلى أنه إذا أثبتت المملكة العربية السعودية عدم قدرتها على جمع هذه الفصائل معًا، فسوف تتراكم انتصارات الحوثيين. وأي نجاح للحوثيين هو خسارة سعودية أكيدة.

علاوة على ذلك، حان الوقت للمملكة العربية السعودية للشروع في مسار مختلف عن مسار الإمارات في اليمن. أنشأت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، في عام 2017، وهي تدعم هذه الهيئة الانفصالية منذ ذلك الحين. الهدف الرئيسي للإمارات هو السيطرة على الخطوط الساحلية والجزر الاستراتيجية، في جنوب اليمن، لقد ألحقت مثل هذه الخطة المؤيدة للانفصال أضرارًا جسيمة بالحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. في الوقت نفسه، خدمت أهداف الحوثيين.

في الوقت الحالي، يفضل الانفصاليون الجنوبيون رؤية انتصار الحوثيين في مأرب. ويعتقد الانفصاليون أن سيطرة الحوثيين على هذه المحافظة ستجعل الجماعة المتمردة هي المسيطرة الوحيدة في الشمال بينما سيسيطر الانفصاليون على الجنوب.

حيث قال عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقابلة في أوائل مارس/ آذار، إنه مستعد للتفاوض مع الحوثيين طالما أنهم يعترفون بالدولة الجنوبية. يكشف هذا الخطاب عن اهتمام الانفصاليين العميق بسقوط مأرب في أيدي الحوثيين. ومع ذلك، يمكن توقع عدم توقف الحوثيين عند هذه المحافظة بمجرد سيطرتهم عليها. إذ إنهم سيبدأون في الاندفاع جنوبا، مما سيقود إلى حلقة جديدة من الاضطرابات في المناطق الجنوبية، على مدى السنوات الست الماضية، لم تسجل المملكة العربية السعودية خسائر عسكرية ومالية فادحة فحسب، بل ارتبطت صورتها بشكل متزايد بالعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والخسائر المروعة في الأرواح والمرض والمجاعة اليمنية. يُنظر إليه على أنه أحد الفاعلين الرئيسيين وراء الأزمة الإنسانية في اليمن. وفي حين أنه من الصعب معالجة الماضي، فإن التحول الحاسم والفوري في السياسة السعودية يمكن أن يغير الحاضر ويمهد الطريق لمستقبل أفضل لليمن.

وخلصت المجلة الأمريكية الى القول بأن ست سنوات من المعاناة في اليمن كافية، وهناك فرصة لأن يتحول الفشل السعودي إلى نجاح. فقد حان الوقت لتحول إيجابي جذري في أجندة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. وبمجرد أن يتحقق ذلك، يضعف الحوثيون وتتسارع خسائرهم العسكرية. والأكثر من ذلك، هو أن اليمن الذي مزقته الحرب سيبدأ في التعافي، ولن تضطر المملكة إلى القلق بشأن المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية في المستقبل.

معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قال إن إنقاذ عملية السلام في اليمن يأتي من خلال وقف مساعي الحوثيين للسيطرة على مأرب، محذرا من أن خسارة المدينة ستقود إلى إضعاف مصداقية جهود السلام المتعددة الأطراف، وطالب الولايات المتحدة بتسهيل المزيد من الدعم النشط للتحالف للدفاع عن المدينة. وأضاف في تحليل له بالقول بأن قوات الحوثي باتت الآن على مسافة عشرة أميال من مدينة مأرب اليمنية. وإذا سقطت المدينة ومنشآت الطاقة المجاورة لها، فستكون الحكومة اليمنية الهشة وعملية السلام بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة في خطر شديد يتمثل في التفكك الكامل.

ووفق المعهد، يستلزم هذا الخطر الوشيك اتخاذ خطوات قوية لمنع انتصار الحوثيين في مأرب، الأمر الذي من شأنه أن يقرر الحرب لصالحهم ويكافئ انتهاكاتهم المتكررة لترتيبات الأمم المتحدة لوقف التصعيد.

وحذر الكاتب من أن الهشاشة المتصورة لموقف الحكومة في مأرب قد تشجع على المناورات الانفصالية في الجنوب والشرق، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على دبلوماسية السلام وسلامة أراضي اليمن.

خيارات واشنطن المستقبلية

على الرغم من الترحيب بموقف الحكومة الأمريكية الرافض لحملة الحوثيين ضد مأرب لتهديدها عملية السلام وتسريع الحرب، إلا أن المعهد الأمريكي قال بأن الإدانة الكلامية لن تكون كافية لردع الحوثيين. حيث قال” يجب أن تقترن الكلمات بالاحتمال الملموس للهزيمة العسكرية في مأرب والانعكاسات المتتالية على الجبهات الأخرى.”.

وفقًا لذلك، يجب على الإدارة استخدام القنوات الأمريكية مع المجلس الانتقالي الجنوبي لضمان إحجام الانفصاليين عن تشتيت الانتباه عن دفاع مأرب، عن طريق اتخاذ خطوات انتهازية في مكان آخر.

كما يجب على واشنطن وشركائها أيضًا تشجيع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل خاص على إعادة إدخال عدد قليل من وحدات المدفعية المتوسطة/ وهي مدافع الهاوزر، ذاتية الدفع عيار 155 ملم وطائرات المراقبة بدون طيار والدفاعات الجوية قصيرة المدى.

حيث أوضح الكاتب بأن خلط هذه الوحدات بين القواعد الصحراوية خارج مأرب قد يكون له تأثير حاسم على المعركة.

المصدر وكالة يمن للأنباء

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق