بقلم - عادل الشجاع
ستجعل مأرب عبدالملك الحوثي يتجرع السم مثلما جرعت العراق الخميني ، الذي جاء ليحكم إيران تحت شعار الموت لأمريكا ، وهو ذات الشعار الذي رفعه واستظل تحت رايته عبدالملك الحوثي الذي يمشي على خطا سيده تجمعهما ولاية الفقيه ، وقد أصر الخميني على إسقاط حزب البعث في العراق واعتبره كافرا ، لكنه في الوقت ذاته كان يتحالف مع قسم حزب البعث في سوريا كونه علويا.
خاض الخميني حربا دامية ضد العراق استمرت ثماني سنوات متواصلة أحرقت الحرث والنسل ، كان الخميني يرسل الشباب والأطفال إلى محارق الموت وفي أيديهم مفاتيح بلاستيكية لأبواب الجنة وزين لهم أن الموت من أجل الإيمان يوصل إلى الشهادة المجيدة ، وهو ما يفعله العبد الفارسي عبدالملك الحوثي الذي يقذف بالآلاف في موجات بشرية إلى مأرب ويصرف لهم جوازات سفر إلى الجنة.
اعتدى الخميني الفارسي الحاقد على العراق ، وأصم أذنيه عن كل النداءات التي وجهت له لوقف عدوانه الهمجي ، لكنه استمر في غيه غير عابئ بتلك النداءات ، حتى خاب حلمه واستسلم عام 1988 ، في خطابه المشهور معبرا عن خيبة أمله ، بقوله : لقد تجرعت السم ، وهو ما سيصل إليه العبد الفارسي عبدالمالك الحوثي الذي ستجرعه مأرب السم وستكون دافعا لبقية المناطق للثورة على هذا الرجس الذي أصاب اليمن.
الحوثية غير صالحة وغير قابلة للإصلاح ولا التجديد ، ولا يمكن ترقيعها ، ومعارك مأرب تؤشر إلى قرب تجرع عبدالملك الحوثي السم وسينتهي عدوانه على هذه البلدة الطيبة التي ظل أهلها يوصلون البترول والغاز إلى صنعاء مثلما بقية المناطق الأخرى ، لكن هذا العميل أبى إلا أن يحشد كل جحافل الشر لاقتلاع الناس من بيوتهم وأرضهم، معتقدا أنه يستطيع كسر كرامة وإرادة قبائل مأرب ، وقد أدركت هذه القبائل أن شيعة الشوارع كيان هش سريع الانهزام إذا توحدت ، فتوحدت وقررت الدفاع عن حماها.
لقد بدأت الحوثية بالانقسام على نفسها ، وستتهاوى قريبا وخاصة حينما تدرك القبائل التي تقاتل في الجبهات نيابة عن هذه العصابة الإرهابية أنها تدفع الثمن باهضا من أبنائها وفلذات أكبادها الذين كان من الممكن أن يكونوا مصدرا للتنمية والبناء ، لكنهم خاضوا المعارك الخطأ ضد إخوانهم من القبائل الأخرى.
بدأ البعض يتساءل ، لماذا نقاتل إخواننا من القبائل الأخرى ، ولماذا نقاتل نيابة عن عصابة تتمتع بكل ملذات الحياة ونحن نقتات الجوع والضنك؟ ولماذا نقاتل نيابة عن من يدعي أنه سيد ونحن عبيد ؟ بل إن أغلب الحكماء من مشايخ القبائل يتساءلون لماذا نزرع الأرض بجثث أبنائنا والمفروض أنها تزرع بالخيرات وبسواعد أبنائنا ؟
أدرك الجميع أن الحوثي خائن وعميل دمر اليمن وخاض تمردا ضد الدولة منذ 2004 ، وحتى اليوم وهو يخوض عدوانا ضد اليمن واليمنيين وحرض العالم على اليمن وقتل أبناءها ، فهو بسيرته البشعة لن يتورع عن إفناء الشعب بكامله ، وعلى استعداد لقتل كل المشايخ الذين وقفوا معه وقد بدأ بتصفيتهم الواحد بعد الآخر بعد أن عجز عن تنفيذ الوعود التي أغراهم بها وأفضل طريقة للتملص من ذلك هو التخلص منهم.
الذين يعتدون اليوم على أهلهم ويأتمرون بأمر الحوثي ثلاثة أصناف:
1. مكرهون على القتال وهؤلاء يدركون اليوم أن مواجهة العدوان التي زعمها الحوثي إنما هي خدعة من خدعه وهو الذي يعتدي على اليمنيين ، وهؤلاء سينقلبون عليه في الوقت المناسب.
2. الصنف الثاني ، هم العنصريون وهم طبقة ممن ينتمون إلى هذه العصابة يحاربون لإحياء الإمامة وتغذية العنصرية ، وهؤلاء بداؤا يشعرون أنهم في الجبهات والآخرين يبنون الدور ويتمتعون بالثروات.
3. الصنف الثالث المغفلون الذين جمعتهم العصابة من هنا وهناك يؤخذون تحت ضغط الحاجة من الفقراء الذين تركت الأمم المتحدة تغذيتهم بيد هذه العصابة ، وهؤلاء سيكون انتقامهم من الحوثي أشد انتقام.
هكذا يدفع الشعب اليمني ثمن الحقد والأنانية والجهل والخيانة والعمالة لإيران ، فقد كلفته هذه العصابة حتى الآن 300 ألف قتيل وأكثر منهم جريح وثلاثة مليون مشرد وأعدمت الآلاف وزجت بمثلهم في المعتقلات والسجون لأنهم لم يتقبلوا سلوك هذه العصابة ، وهاهي الأمم المتحدة ومجلس الأمن ينادونها بوقف الحرب وهي تنادي بالمزيد من إراقة الدماء والسعي إلى المزيد من الدمار والفناء ، لكن سيدها سيتجرع سم الهزيمة قريبا.