تعرف على الدولة الوحيدة المسموح لها بتطوير هذه الطائرات الأميركية.. فهل ستُزوَّد بالسلاح النووي؟

محرر 23 سبتمبر 2017
تعرف على الدولة الوحيدة المسموح لها بتطوير هذه الطائرات الأميركية.. فهل ستُزوَّد بالسلاح النووي؟

بنهاية هذا العام، من المتوقع أن تصبح إسرائيل ثاني دولة بعد الولايات المتحدة الأميركية تُعلِن عن القدرة التشغيلية الأولية لطائرات F-35 الخاصة بها، حسب تقرير لمجلة مجلة The National Interest الأميركية.

تضيف مجلة The National Interest أن تل أبيب حصلت بالفعل على 5 مقاتلات متعددة المهام، وبعد اتفاقٍ في أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، لشراء 17 طائرة أخرى، ستصبح حصيلة المقاتلات التي تشتريها إسرائيل في نهاية المطاف 50 مقاتلة. ومن المقرر أن يتم تسليمها جميعاً بحلول نهاية عام 2024.

وعادةً ما يقول المسؤولون الإسرائيليون إن الغرض من طائرات F-35 هو تأكيد استمرار التفوق الجوي لبلادهم في المنطقة. ويركزون بشكلٍ خاص على المدى الذي ستتيحه لهم قدرات التسلُّل في الطائرة على الهروب من نظام الدفاع الجوي الإيراني روسي الصنع ذي القدرات المتنامية. بيد أنَّ أحد الأمور التي لم تُناقش هي أنَّ إسرائيل على الأرجح ستستخدم مقاتلاتها من طراز F-35 كنظام توصيلٍ نووي، حسب تقرير المجلة.

 

100 رأس حربي نووي لدى إسرائيل

رغم إنكار إسرائيل، فمن المعلوم أنَّها تمتلك ترسانة نووية تتألف من حوالي 100 رأس حربية. ويُعتقد أنَّ الدولة اليهودية تمتلك ثالوثاً نووياً يتكون من صواريخ أريحا الأرضية، وغواصات من طراز دولفين مُزوَّدة بصواريخ كروز بحرية، ومزيجاً من بعض الطائرات ذات القدرات النووية.

ومن المُرجَّح أن تكون مقاتلات F-35 أحدث إضافة في المُكوِّن الجوي بالثالوث النووي الإسرائيلي.

وتقنياً، من المُفترض أن يتسبَّب هذا في بعض المشاكل الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. ففي السابق، ومن أجل شراء طائرات A-4 سكاي هوك وF-4 فانتوم من الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي، وافقت إسرائيل على ألا تستخدم تلك الطائرات، أميركية الصنع، كنظم توصيلٍ نووية. فعلى سبيل المثال، وقبل الحصول على طائرات فانتوم من طراز F-4، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل عدم “استخدام أي طائرة من صنع الولايات المتحدة كحاملةٍ لأسلحةٍ نووية”، وحصلت على تأكيداتٍ منها بهذا الخصوص.

 

بناء ترسانة نووية طالما أنَّها لن تعترف علناً ​​بوجودها

وفي الوقت ذاته، أكَّدت إسرائيل للولايات المتحدة أنَّها لن “تُدخل” أسلحة نووية إلى الشرق الأوسط، وهو ما فسَّرته إسرائيل بإمكانية بناء ترسانة نووية طالما أنَّها لن تعترف علناً ​​بوجودها. ومن الممكن أن تختلق إسرائيل تفسيراً مشوهاً مماثلاً لتتمكن من خلاله من الالتفاف حول تعهدها بعدم استخدام الطائرات الأميركية كحاملات أسلحة نووية.

كما تساءل كلٌّ من هانز كريستنسن وروبرت نوريس: “ماذا تعني كلمتا “استخدام” و”حامِلة”؟ هل تشير تلك الكلمات إلى تجهيز طائرة لديها القدرة على حمل أسلحة نووية، أم أنَّها تشير إلى فعل الاستخدام نفسه؟” وقد أشار كريستنسن ونوريس أيضاً إلى أنَّه “ليس من المعروف ما إذا كانت إسرائيل قدَّمت تعهدات مماثلة عندما حصلت على طائرات F-15 وF-16 في الثمانينات والتسعينات أم لا”. وبغض النظر عن التعهدات التي قُدمت أو لم تُقدَّم، فإنَّ كريستنسن ونوريس يريان أنَّ بعض طائرات F-15 وF-16 الإسرائيلية قد أصبحت قادرة على حمل أسلحةٍ نووية بالفعل.

وإن كان هذا صحيحاً وفق المجلة فمن المنطقي أن يصبح لمقاتلات برنامج “جوينت سترايك فايتر” من طراز F-35 التي حصلت، وستحصل، عليها إسرائيل قدرات نووية أيضاً؛ إذ يُفترض أنَّ تلك الطائرات الحديثة ستحل محل أسطولها الحالي من طائرات F-16. وعلاوة على ذلك، ستُصنَّع طائرات F35 الإسرائيلية بصورةٍ مشابهة لطائرات F-35A التي تُمثِّل إصداراً مختلفاً من مقاتلات برنامج جوينت سترايك فايتر. وتكمن أهمية هذا الأمر في أنَّ الولايات المتحدة وبعض حلفائها يخططون لتزويد جزءٍ من أساطيلهم الجوية من طائرات F-35A بقنبلة السقوط الحر النووية الأميركية B61-12.

بالطبع، لا تستطيع إسرائيل الوصول إلى قنبلة B61-12، وشكَّك البعض في قدرة إسرائيل على إعادة تأهيل طائراتها لتصبح قادرةً على حمل الرؤوس النووية الموجودة لديها أصلاً. ففي عام 2014، قال أحد المحللين لمُدوَّنة “War is Boring” إنَّه “من الممكن تغيير هندسة الطائرة وأسلاكها الداخلية، لكن بالطبع ليس ذلك بالأمر الهيّن، خاصةً بالنسبة لطائرةٍ واجهت التحديات الهندسية الكبيرة التي ميَّزت برنامج طائرات F-35”.

وقد سِيقت حججٌ مماثلة في الماضي، وتبيَّن أنَّها خاطئة. وهو ما نشهده مرةً أخرى. فعندما فكَّرت الولايات المتحدة ببيع طائرات F-16 لباكستان في الثمانينات، جادل الكثيرون بأنَّ إسلام آباد تفتقر إلى التطور التقني الذي قد يمكِّنها من تحويل تلك الطائرات إلى طائرات ذات قدرات نووية، وقد تبيَّن خطأ ذلك. وعلاوة على ذلك، وكما ذُكِر سلفاً، فهناك سبب وجيه للاعتقاد بأنَّ إسرائيل قد أعادت بالفعل تأهيل الطائرات الأميركية مثل F-16، لتصبح قادرة على حمل أسلحةٍ نووية. ورغم أنَّ طائرات F-35 أكثر تعقيداً من الناحية التقنية، فليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنَّ الصناعات الدفاعية الإسرائيلية المتقدِّمة ستعجز عن التغلُّب على مثل تلك العقبة.

وتتمثَّل إحدى الطرق التي قد تمنع بها الولايات المتحدة إسرائيل من تحويل الطائرات من طراز F-35 إلى نظام توصيلٍ نووي، في منع تل أبيب من إجراء أي تغييراتٍ على الطائرة.

في الواقع، هذه هي السياسة التي اعتمدتها الولايات المتحدة تجاه الحلفاء الذين اشتروا طائرات F-35. وكما ذكرت مجلة “وايرد”، فإنَّ “طائرة F-35 الشبحية المقاتلة التي تبيعها شركة لوكهيد مارتن لحلفاء الولايات المتحدة، ترافقها محاذير تمنع بشكلٍ واضح أعمال الإصلاح غير المُصرَّح بها، كما تشترط تلك المحاذير أيضاً عدم إصلاح الطائرة إلا من خلال مُتخصِّصين من الولايات المتحدة. وتلك القواعد، التي تهدف إلى حماية الأنظمة عميقة الترابط والحفاظ على أمن التكنولوجيا الحساسة، غير قابلة للتفاوض”.

 

الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو إسرائيل

يقول تقرير The National Interest إن الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو إسرائيل. ففي حين يُمنَع مُشغِّلو طائرات F-35 من إجراء أي تغييراتٍ دون إذن أميركا، يُسمَح لإسرائيل بتثبيت برامجها الخاصة وأنظمة أسلحتها، كذلك يُسمح لها بالقيام بأعمال الصيانة الخاصة بها. ويقول رئيس مركز الاختبار الرئيسي التابع لسلاح الجو الإسرائيلي: “لقد تم تطوير جميع منصاتنا بما يسمح بتمديد مجموعة أمزجة السرعة، والارتفاع، وزاوية الهجوم، وغيرها من القدرات التي تكون الطائرة فيها مستقرة بصورةٍ ديناميكية هوائية، وذلك أثناء استخدام أنظمة الأسلحة الفريدة التي صُنِعت بأيادٍ إسرائيلية”.

وبما أنَّ إسرائيل تعتزم بالفعل إعادة تأهيل طائراتها من طراز F-35 لتصبح قادرة على حمل أسلحة إسرائيلية معينة، فيمكن لقطاع الصناعات الدفاعية الإسرائيلية بالتأكيد تجهيز بعض الطائرات لحمل قنابل السقوط الحر النووية الموجودة لدى إسرائيل أصلاً. وعلاوة على ذلك، يمكن للصواريخ البونية التي تضعها إسرائيل على طائراتها من طراز F-35 أن تحمل حمولة ثقيلة بما فيه الكفاية لنقل رأس حربي نووي.

وبالتالي، فليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنَّ إسرائيل عاجزة تقنياً عن تزويد طائراتها من طراز F-35 الجديدة بقدراتٍ نووية. وحتى أولئك الذين يشكِّكون في قدرة إسرائيل على تجديد طائراتها من طراز F-35 لتصبح قادرة على حمل القنابل النووية، لا يشكِّكون في رغبة إسرائيل في هذه القدرة.

وكما قال أحد المحللين: “إذا استطاعت طائرات F-35 الإسرائيلية أن تحمل أسلحةً نووية، أو إذا استطاع قطاع اصناعات الدفاعية الإسرائيلية أن يُعدِّلها للقيام بذلك، فإنَّ إسرائيل يمكن أن تمتلك طائرة هجوم ذري قادرة على اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية في حالة حدوث حرب واسعة النطاق”.

*

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق