وجد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب نفسه معزولاً أكثر من أي وقت مضى بعد حظر موقع توتير لحسابه وتوجيه مجلس النواب الأمريكي التهم إليه.
ويغادر واشنطن الأسبوع المقبل متوجهاً إلى فلوريدا، أملاً في استقبال أكثر حفاوةً من سكان هذه الولاية المشمسة.
وقرر عدد من أبنائه أيضاً الهروب من العاصمة الأمريكية المؤيدة للديمقراطيين، والتوجه إلى ولاية فلوريدا في جنوب البلاد.
تخوفات من احتجاجات مسلحة
في السياق ذاته، أُغلقت العاصمة الأمريكية واشنطن مع استعداد مسؤولي إنفاذ القانون لمواجهة تجمعات مؤيدة لترمب في عواصم الولايات الأمريكية الخمسين، من خلال إقامة الحواجز ونشر آلاف من قوات الحرس الوطني في محاولة لتجنب تكرار واقعة الهجوم على الكونغرس التي هزت البلاد في السادس من يناير/ كانون الثاني الجاري.
وحذر مكتب التحقيقات الاتحادي FBI وكالات الشرطة من احتجاجات مسلحة محتملة في جميع عواصم الولايات، بدءاً من اليوم وحتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير/ كانون الثاني، يؤججها أنصار ترمب الذين يعتقدون بصحة مزاعمه الكاذبة عن تزوير الانتخابات.
ومن بين الولايات التي قامت بتعبئة حرسها الوطني لتعزيز الأمن، ميتشيغان وفرجينيا وويسكونسن وبنسلفانيا وواشنطن، بينما قامت تكساس بإغلاق مبنى كونغرس الولاية اعتباراً من اليوم وحتى يوم التنصيب.
ونقلت شبكة CNN اليوم عن تقرير للشرطة ومصدر بقوات إنفاذ القانون أن أفراد الشرطة في وسط مدينة واشنطن ألقوا القبض على رجل من فرجينيا حاول المرور عبر نقطة تفتيش تابعة لشرطة الكونغرس أمس الجمعة بينما كان يحمل أوراقاً مزورة ومسدساً مزوداً بالطلقات وذخيرة تزيد على 500 طلقة.
وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس الأمريكي في السادس من الشهر الجاري من جانب مزيج من المتطرفين وأنصار ترمب.
وقال القادة الديمقراطيون لأربع لجان بالكونغرس اليوم إنهم بدأوا في وقت سابق مراجعة للأحداث ووجهوا رسائل إلى FBI ووكالات مخابرات وأجهزة أمنية أخرى للوقوف على حجم التهديدات، وما إذا كان قد جرى تبادل المعلومات بينها أو ما إذا كان هناك أي دور أجنبي.
كما حذرت نشرة المعلومات المخابراتية المشتركة، الصادرة عن مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، من أن “الروايات الكاذبة” حول تزوير الانتخابات ستكون محفزاً دائماً للجماعات المتطرفة.
وينتشر الآن آلاف من أفراد الحرس الوطني المسلحين في شوارع واشنطن في استعراض للقوة لم يسبق له مثيل في العاصمة الأمريكية، وذلك بعد الهجوم على مبنى الكونغرس.
ومن المقرر إغلاق عدد من الجسور المؤدية لمدينة واشنطن، فضلاً عن عشرات الطرق. كما تقرر منع الزيارات إلى عدد من المعالم الشهيرة بأنحاء البلاد حتى الأسبوع المقبل.
محاكمة ترمب
وقد دعا النائب الديمقراطي بريندان بويل إلى اعتقال الرئيس ترمب، وقال إن مكانه هو السجن.
ورفض ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ مطالب الديمقراطيين بعقد محاكمة فورية للرئيس وقال إنها لا يمكن أن تبدأ إلا بعد عودة المجلس من عطلته في 19 يناير/ كانون الثاني.
وهذا يعني أن المحاكمة ستبدأ على الأرجح بعد أن يترك ترمب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني. وعلى مجلس النواب أن يرفع الاتهامات رسمياً إلى مجلس الشيوخ قبل إمكان بدء المحاكمة.