تخريب الحل في اليمن

محرر 22 يناير 2021
تخريب الحل في اليمن
صادق ناشر
صادق ناشر

بقلم - صادق ناشر

العملية الإرهابية التي استهدفت مطار عدن الدولي يوم الأربعاء الفائت، وأودت بحياة العشرات من الأبرياء، شكلت ضربة قوية للجهود التي بذلت في الفترة الأخيرة لتقريب اليمنيين من حل يساهم في إنهاء حرب مستمرة منذ ست سنوات، خاصة أن العملية تمت بعد دقائق من وصول كامل أعضاء الحكومة التي تم تشكيلها مؤخراً بموجب اتفاق الرياض بمشاركة قوى لم تكن مشاركة في الحكومة السابقة، مثل المجلس الانتقالي والقوى والمكونات الجنوبية الأخرى.

التفجيرات أحدثت صدمة قوية في الأوساط الحكومية والشعبية، خاصة بعد موجة التفاؤل التي سادت إثر التوافق على تشكيلة الحكومة بعد ما يقرب من عام على توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر من العام الماضي، وهو الاتفاق الذي جاء إثر وقوع أحداث أغسطس عام 2019 في مدينة عدن بين قوات الشرعية والقوات الموالية للمجلس الانتقالي.

«الهجوم جزء من الحرب التي تشن على الدولة»، هكذا لخص رئيس الوزراء معين عبدالملك المشهد، مؤكداً أن الهجوم لن يزيد الحكومة إلا إصراراً على القيام بواجباتها حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار في عموم البلاد.

من الواضح أن الهجوم استهدف تخريب الحل السياسي، ولا غرابة في ذلك، خاصة إذا ما عرفنا أن هناك من لا يزال يرفض عودة الأوضاع إلى طبيعتها، وحساباته في ذلك مختلفة حتى وإن كانت تخدم أجندات خارجية، وهناك من يعتقد أنه قد يخسر مكاسب مادية حصل ويحصل عليها من استمرار الأوضاع على حالها، وهناك من لا يزال يرى مشروعه السياسي قد تم اختطافه بعد التوقيع على اتفاق الرياض وتشكيلة حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، لذلك كله تظهر العملية الإرهابية متسقة مع حسابات كل هؤلاء، الذين يرغبون في هدم المعبد على رؤوس الجميع، حتى وإن كان على حساب مصلحة الشعب اليمني.

حجم الغضب العربي والدولي على ما حدث عبّر عنه أكثر من طرف، ومن بين هذه الأطراف دولة الإمارات التي اعتبرت في بيان أصدرته وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن ما حدث «مشروع شرير يسعى إلى تقويض فرص الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة»، ورأت أن استمرار هذه الهجمات يوضح طبيعة الخطر الذي يواجه المنطقة من الانقلاب الحوثي، وسعي الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومع أن الوقت مازال مبكراً لمعرفة كيف ستتصرف الحكومة الجديدة بعد العملية الإرهابية التي وقعت، إلا أنه سيكون لزاماً عليها أن تبقى في عدن لمواجهة مفاعيل الأزمة القائمة والتحرك لحلها، لأن غير ذلك يعني انتصاراً لمشروع التدمير والتخريب، ليس للحلول السياسية فحسب، بل وللحياة بأكملها، واليمنيون يحتاجون في هذا الظرف إلى من يتولى زمام الأمور لا الهروب من مواجهة الأزمات.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق