طاقم عسكري يقتحم بيت امرأة وحيدة في العدين ويضربونها أمام أطفالها حتى الموت.
بطريقته يجعلك المجرم خائنا، كأنه يستعير يديك وصوتك، وكأن نزوعك للتعقل قد تحوّل بيد الجاهل لعقب بندقية يدق بها وجه مروءتك ويعلن في كل جريمة كم أنك متواطئ وسافل وأقل حتى من الالتفات لصوتك. صوتك وهو يناشد الضحية أن تتعقل وتموت بهدوء لأجل النسيج الاجتماعي والوطن!
لعنتي عليكم وعلى هذا الزمن الملتاث بالقذارة والتوحش والوهم.
سامحيني ياعدينية، سامحيني، لقد كتبت يوما ما يبدو نصيحة للشبيبي وكل شبيبي أن يخفض جناح الذل للناس، وأن يتصرف كرجل دولة، لكنهم أذلونا نحن، نحن الرجال الذين لم نعد نقوى على حماية النساء.
عقِبُ البندقية التي شجت جبينك يا عدينية هي ذاتها التي سترتد لوجه العصابة.
أطفالك على نعشنا نحن، وجثتك الملقاة هناك تفصح عن أن الله أيضا قد تخلى عن النساء الوحيدات، وأن كل نفَسٍ تبقى لنا هو محض إذلال.
لن نحضر جنازتك وسنكتفي برثاء رجولتنا: “كيف تنظر في عيني امرأة أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟”.
يتبين من موتك المهين وحيدة ومكشوفة بلا رجال، أننا قد ضللنا رجولتنا، وكنت اليوم بينما وكيل محافظة إب “المساوى” من العدين، وهو يصر أن يسكب الماء لي لأغسل يدي بعد الغداء ويردد: نحن خدامكم، كنت اقول: ياللتواضع والرسالة والمسؤولية، لقد ظلمناهم، اذهب للعدين يا مساوى واغسل حذاء بنت قريتك واطرق بخجل.
في كل منا وجل ذلك الكائن الذي وقد جردوه من مروءته، يقف على جثمانك وهو يبحث عن حفرة لائقة بجثته، يلقيها ويستريح من كل هذا الوجع.
إذا جاءك الملكان يا عدينية قولي لهما: الله حق والجنة حق والنار حق، وأنا امرأة ماتت فقط بعد أن مات كل الرجال.