مخاصمة المنطق في الجمع بين الرئيس هادي والمشاط

محرر 218 ديسمبر 2020
مخاصمة المنطق في الجمع بين الرئيس هادي والمشاط
د. عادل الشجاع
د. عادل الشجاع

بقلم - د. عادل الشجاع

يكاد المنطق أن ينتحر حينما تجد من يقايض بين هادي والمشاط، بين الشرعية والانقلاب ، بين الجمهورية والإمامة ، وهذا إن دل على شيء، إنما يعبر عن انتحار المنطق بالتلاعب بالمواقف وبالتاريخ نفسه، قد يكون مبررا اتخاذ مواقف من الرئيس هادي أو معارضة سياسته ، لكنه ليس من المبرر الهرولة إلى تطبيع العلاقات مع عصابة إرهابية كالحوثية.

مما يخاصم المنطق ويخاصم العقل أن يتهم من يقف في صف الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي بأنه عميل ومرتزق ومن يقف إلى جانب نكرة كالمشاط ليس له أي صفة سوى أنه يرأس مجلس سياسي لعصابة إرهابية اغتصبت الحكم وصادرت إرادة اليمنيين واعتبار ذلك فعلا وطنيا.

ليس الأسوأ أن تخسر المعركة مع عدوك ، بل الأخطر والكارثي أن تستسلم له وتقر بهزيمتك وتتقبلها كقدر محتوم لا فكاك منه ، ينطبق هذا الحال على من يتحالفون مع عصابة الحوثي الإرهابية التي لا تسعى فقط إلى ترسيخ الانقلاب ومصادرة الحقوق ، بل وإلى معاداة من ينادي بتوحيد الصف الجمهوري واتهامه بالعمالة.

ومما يخاصم المنطق أيضا أن تتهم بأنك إصلاحي بمجرد أن تدعو إلى توحيد المعركة في مواجهة الحوثي ويسردون عليك خيانات الإصلاح في تحالفهم السري مع الحوثي ويغمضون عيونهم عن تحالفهم العلني معه وإعطائه المشروعية في اختراق النسيج الاجتماعي وحشد عشرات الآلاف من اليمنيين إلى محارق الحرب دفاعا عن وجوده واستمراره.

هناك عملية كي للوعي يعمل هؤلاء من خلاله على وأد البعد الوطني وتزوير تاريخ الصراع مع الكهنوت وتصوير من يصارع الحوثي مهزوم متجاهلة أن التاريخ يعلمنا بأن حياة الشعوب تمر بمراحل مد وجزر وانتصارات وهزائم وأن موازين القوى غير ثابتة وأنه لا يحكم على الشعوب من خلال لحظة انتكاسة في مسار صراعه مع العدو أو انفضاض المدافعين عنه ، بل من خلال مدى استمرار تمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية ومدى استعداده للنضال من أجلها.

لست بحاجة للقول إن العداء مع عصابة الحوثي الإرهابية ليس عداء ظرفيا مبنيا على خلافات سياسية ، بل هو عداء وجودي فلا مجال للتعايش ولا للسكنى ولا المهادنة مع عصابة يشكل وجودها إلغاء لليمنيين ، ومن مازال في قلبه شك أو مرض من خوف مواجهة الحقيقة فيكفيه الرجوع إلى التاريخ القريب منذ الحروب الست التي شنتها على الدولة وحتى يومنا هذا.

لا يخفى على أحد الانحدار المدوي ، أو قل الانكشاف الخطير ، لموقف أولئك الذين يناصبون الشرعية العداء وسعيهم الحثيث للتطبيع مع عصابة الحوثي الإرهابية وإقامة العلاقات معها ، في الوقت الذي تمارس حرب استئصال في مجزرة مفتوحة ضد البشر والشجر والحجر ، واستمرار التحالف مع هذه العصابة يعد تنكرا للجمهورية ودعما للإمامة الكهنوتية في مواقف شاذة لا يقبلها إنسان حر.

وتأسيسا على ما سبق ، فإنه لم يعد من خيار سوى استعادة الزمام في إدارة الصراع مع هذه العصابة ، عن طريق المقاومة بكافة صنوفها ، وأولها المقاومة المسلحة في كل المناطق التي تتواجد فيها بالكر والفر ، فالعين بالعين والسن بالسن والاغتيالات قصاص والاختطاف مقابل الاعتقالات ولا بديل عن ذلك حتى يأتي قادة هذه العصابة إلى السلام وهم صاغرون ، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ولم يعد هناك من خيار غير المقاومة وعلى الظالم تدور الدوائر بالمقاومة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق