بقلم - ايمان صادق
الحب .. مسيرة تجمع بين القلوب المتنافرة ..شعور تلقائي ..احساس مرهف يدفعك نحو السلام ..الأمان ..الهدوء.. الاستقرار ..لذة الحياة ، هو ليس مجرد كلمة ، أو تصنع للأفعال ، بل هو سلوكيات لا شعوريه تتلقى أوامر التنفيذ من القلب ، قبلها العقل او رفضها فهي خارج نطاق التحكم ..
وطني .. له كل ذلك الحب ..بل وكل ساكنيه ـ على مختلف طوائفهم ـ سأمنحهم حبي بل وعشقي وأيضا تتيمي ، لكن عقلي يقف عاجزا حين يرى سلوكيات طائفة الحوثي وهي تردد صرختها المعصودة ( الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل ) فلا في وطني امريكي ولا إسرائيلي قد رحلوا كلهم لتل ابيب و هو مازال جالس يصرخ جنبي أنا !!
طيب يا مخلص لوطنك.. الوطن وينه في شعارك الزخم ؟! وانت جالس بتتهم فلان وعلان انهم خونة للوطن و ما عندهم حب لوطنهم !! حط شيء لوطنك في شعارك وبعدين تعال لوم وعاتب !!
يا أخي أنا أحبك حقا .. تعرف ليش ؟!
أولا/ من منطلق الإنسانية أنا أحبك ..لكن عقلي من هذا المنطلق يرفضك !! بل ويرفضك بشده ، فسلوكياتك التي تدعي من خلالها انك تحب وطنك ومخلص له تنافي كل معاني الحب ،بل كل معاني الإنسانية ، فأنت تصرخ ان الموت لأمريكا وإسرائيل وتجي تتهجم على البيوت وتستحل مستحقات البشرية بحجة انهم خائنون لوطنهم ـ و رغم انك يا متحوث بتنهب المتهم وغير المتهم ، وبتقتل الأطفال وتقتنصهم ، وتنتهك طفولتهم وتحرمهم من الدراسة وتوجههم الى ساحة المعارك بينك وبين المتهمين في نظرك بالخيانة ــ الا انني أحبك .. لكن ما عاد دريت بحقيقتك ! انا لا اسرائيلي ولا امريكي ، وانت خرمت لي اذني بهذا الهدار ، وما قد شفت لك صورة ولا بموقع اخباري انك قد قتلت امريكي واحد والا حتى إسرائيلي ، ما جالس الا تقتل أبناء بلدك وعيالهم وتأخذ أموالهم .
ثانيا / أنا أحبك .. من منطلق حبي لوطني وساكنيه بمختلف طوائفهم .. لكن عقلي يخاطبك قائلا : كل سلوكياتك في الوطن تنافي قوانين المحبة ، فلا احترام لمبادئ ولا لقيم ، ولا حتى العادات والتقاليد التي تربى عليها ونشأ قيادات وسادات ومثقفي واعلامي الشعب اليمني ، دمرت قانون الحياة ..قانون الإنسانية ..قانون المجتمعات السوية ، واستبدلتها بقوانين بلا قانون!! فلم تقر قرار وانت بتلوي من شق لوادي وتهتك من له مكانة ومن ليس له مكانه !! بحق وبغير حق !!
وين دكاترة الجامعات ؟! وأين مثقفي البلد ورواده ؟! وأين أصحاب الكلمة التي لاتعاد ؟! وأين اهل الحكمة والرأي السديد ؟! وأين أهل العمومة ؟! وأين بني قبيلتي ونسبي وجدتي وعمتي ؟! كل هذا ما عاد له وجود !! الموجود هو شيء واحد بس عندك له القيمة (ذاك هددني وذاك قال لي وذاك فعل لي) وتصدر الأوامر بانتهاك البيوت ونهب الحقوق على هذا الأساس وترجعها الى تهمة ( خائن لوطنه ) ، طيب هو خائن حسب زعمك !! ما دخل مرته وابنه ؟! من متى والمرأة اليمنية تدخل اقسام للتحقيق ؟! ومن متى يخرجوا اليمنين ـ مهما كانت جريمة المتهم ـ نسوانه للشارع وينهبوا بيته او يحرقوها ؟! ومن متى وبأي قانون يصل الامر بك أيها اليمني المتحوث انك تهدد الخائن المزعوم بهتك عرضه والتحرش به أمامه ؟! فأي أخلاق تحمل انت ؟! وأي منهج تتبع؟!
ثالثا / أنا احبك فأنت يمني .. وانا يمني يعني نستحق الحب كيفما كنا ..لكن قد يتوقف هذا الحب ويتحول تحولا عكسيا حين اجدك ( حوثي او قاعدة او قرصنه بريه) تتكالب على أبناء جلدتك وتفقد الرضيع معنى الأمان والسلام !! وتغرقك اتباعيتك الهوجاء ـ لمن يدعون انهم اسيادك وموجهوك و مجرجروك الى وادي جهنم ـ في بحور شطآنها جثث أبناء دينك وعقيدتك ..
هل تراني بعد هذا سأتقبلك وان كنت أحبك ؟!! كيف تطلب مني أن أتقبلك وانت قتلت فلذة كبدي من بين احضاني وسجنت ابي واخي وجندت زوجي في متاهاتك التي لا قبل لك بها ؟!! كيف اتقبلك وقد هتكت عرضي ونزعت لغة ( العيب ) من قواميس حياتنا ؟! كيف اتقبلك وقد انتزعت اللقمة من بين شفاة طفلتي لتمنحها حارقي وطني ؟! وتختم جرائمك بالنصر للإسلام ، واسلامنا من كل ذلك براء ؟! لقد حولت وطني الي غابة لا يعيش فيها أحد فكيف أتقبلك ؟! ثم كيف اتقبلك وانت لم تحرر عقلك من عبودية الاتباع والابتداع والابتلاع ؟!
أحبك .. وسأظل أحبك وأحب وطني .. وسأحميك من خبث نفسك بحبي لك ، الذي به ينتشر السلام و الآمان ..لكن عقل كل ذي عاقل سيظل يرفضك حتى تحكم عقلك وتدوي لسانك صرخة واحدة تزلزل بها الكون ( الموت للطغاة ..الموت لأعداء السلام ..النصر للأخلاق ).