بقلم - عمر الحار
تعددت انواع امراضنا السياسية والاقتصادية والأمنية من الامارات ،وكل الأعراض المرضية التي إصيبت بها اليمن خلال السنوات الماضية من الحرب ،تمثل اليوم بؤر مستفحلة للامراض السابقة والمستوطنة فيه اصلا .
وقد يطول تتبعنا لمعرفة اعراض هذا الوجع الاماراتي الطاغي على جسد اليمن المريض والممزق بالحروب وبالانقلابات واستحالة عجزنا عن ايقاف استفحاله في نهش اوصاله شمالا وجنوبا .
والمعروف بان الامارات ضربت بفيروسها المالي الشديد الخطورة وبلارحمة اليمن ،وتفشى بسرعة البرق في اوصاله من الرأس وحتى القدمين ، وظهور اعراضه واضحة في الشلل الذي اصاب قرارها السيادي وشرعيتها الدولية ،وتوقف دوره الحياه في اطرافها العضوية والحيوية من موانئ ومطارات ومصالح اقتصادية.و لم تتأثر المقدرات والموارد المالية لليمن ،من الحرب مباشرة بقدر تضررها وبصورة مباشرة واشد فتكا من فيروس الامارات الخبيث ،وهو طفرة في صناعة جينات الفيروسات السياسية الوليدة والقذرة ،التي تعمل عليها مختبرات عالمية رائدة في صناعة خراب الشعوب ودمار الدول ،لتصبح من ضحاياها في غمضة عين . واليمن خير مثال دون الحاجة لذهاب الى البلدان العربية الاخرى ،التي اضرمت فيها الامارات نيران الحرائق وترتكتها تتأكل على بعضها دولة بعد اخرى .
حالة شفاء اليمن من فيروس الامارات المالي القاتل ممكنة وممكنة جدا ،ومرتبطة في الاساس باعادة تفعيل خلايا جهازه المناعي التي بدأت اول علاماتها في الظهور ،والدفع بعملية تعزيز اعادة انتشار وتموضع جيشه الخلوي المقاوم لغزوها الفيروسي ،ولن تطول فترة احتضانه في الجسد اليمني غير القابل بوجوده اصلا ،ان لم يكن منكرا ومستصغرا ذلك ،ناسيا ان اكبر النار من هي من اصغر الشرر .
اجادت الامارات لعبة الدور الدولي المناط بها ،وارتضت بان تكون حصان طروادة في خراب اليمن وغيرها من البلدان العربية المضطربه بالاحتراب ،واتخذت من فيروس غزوها المالي لشعوب وضعفاء النفوس منهم وسيلة فتاكة لتمرير اجندت المشروع الدولي المدمر لحاضر ومستقبل عدد من بلاد العرب ،ونجحت الى حد كبير في مهمتها القذرة ،وان كانت اليمن في طريقها الى الاستفاقة من ضربة موجة الفيروس الاماراتي وتوشك ان تستعيد الحد الادنى من صحتها التي تعينها على الدفاع عن نفسها وحماية بلادها وشعبها وتاريخها من الوباء المالي القاتل .
الامارات عرفت مسبقا كيف تستعيد نشاط البيئة الاستعمارية الاولى في الجنوب ،وتملؤها بفيروساتها المدمرة هذه المرة لليمن بصورة عامة ،بعدما كانت مؤكلة لها مهمة تدمير الجنوب منذ استقلالها ،ونسف مقومات وجوده من الاساس الثوري وحتى اليوم ،غير ان فيروس بريطانيا الامارات المشترك كان اشد فتكا ببيئته الوبائية الاولى هذه واتى على سمعتها وما تدعيه من التاريخ والنضال والوطنية ،وكشفها على حقيقتها عارية مجردة من كل ما تدعي ،و كما خلقتها امها البريطانية الاولى هزيلة ذليلة ،منكسرة غير قابلة للحياة .خاصة بعد قدومها على دبابة الغزو العسكري الاماراتي ومفخخة بفيروس عدواها المدمر لليمن ولمقدراته الاقتصادية والاستثمارية ،وحاضره ومستقبله الوطني الاتحادي الواحد .