بقلم - الخضر البرهمي
صار واضحا وجليا من أن القيمة الجغرافية والتاريخية لثقل أبناء مديريات محافظة ابين ، قد أنجبت فعلا تفاعلات إجتماعية وسياسية ووطنية كبيرة من خلال المسيرة المليونية والحشد الجماهيري الكبير الذي عقد بساحة الحرية بمدينة لودر ، واحدث تغيرات جيوسياسية وسكانية جمة ، وفي لحظة بسيطة جدا اعاد تشكيل المنطقة وفقا ولموازين القوى التي أرادت السيطرة والاحتكار على القضية الجنوبية والنيل منها وتمثيل الجنوب !
لاشك أن مثل هذه الخطوة التي خطاها وبثقة الإئتلاف الوطني الجنوبي قد أسعدت كل من كان يأمل في إيجاد الجديد والبديل لتوحيد الصف الجنوبي وكل من ينتمي إلى ثقافة وإصالة أبناء محافظة ابين المحافظة التي عانت كثيرا والتي هي من ترجح كفة الميزان في ساحات الحروب ، محافظة ابين التي تحتوي في اصالتها على نخوة البدوي وشجاعة البحار ، فمن يريد النجاح فليذهب اليه فالنجاح لايأتي لأحد !!
فمهما احتدمت الخلافات حول تقييم مكون الإئتلاف الوطني الجنوبي ومرحلته الوطنية التي سلكها منذ البداية لصالح الشعب وتأمين معايشه الحياتية ، فإن الاتفاق سيظل بشكل يكاد يكون مطلقا انه البدر في الليلة الظلماء ، ومثال بسيط على هذا العدد الهائل والكم المليوني الذي احتشد وتجمع كسيل جرار ليسقي ويروي الآرض الجرز بعد أن اصابها القحط ، فمن علت همته يختار المعالي !
هذا ما اكده نجاح الفعالية بسرعة البرق ومن التنظيم الرفيع التي شهدته ساحة الحرية بمدينة لودر ، فقد أتضح من أن البشر مصرون على عدم التعايش مع أنواع المكونات الأخرى وخاصة العقلاء وذوي الالباب وبالذات في ظل ميلاد الإئتلاف الوطني الجنوبي الذي يضمن الاستقرار والعيش الكريم وللمرأة نصيب في ذلك ، فوداعا للتنوع الحيوي في ظل التعايش بسلام مع مملكة الأسد الأليف !
مكون الإئتلاف الجنوبي له رؤى متعددة وتنظيمه تنظيم واضح ومكون متعدد يسعى لبلورة وإشتقاق الفكر الوطني من عمق التجربة التي عاشها السياسي والحزبي والتربوي والاكاديمي والاجتماعي والمثقف والقبلي لتكون قابلة للطرق والسحب في بورصة الوطنية الاقليمية التي لم تجد عند البعض ،، فالخاسرون دائما يركزون على الجدران الفارغة لتعليق صورهم ، بينما الفائزون يبحثون عن مخرج ولو من ثقب إبرة ليحيا الشعب !!