بقلم - محمد المقبلي
وقف مواطنون امريكيون بيض يذرفون الدموع يعتذرون في موقف انساني خالد ضد التمييز والجرائم التي طالت السودرغم قانون رفض التمييز ورغم الاندماج الكبير لفوقية البيض في المجتمع الامريكي على الصعيد الشعبي
لم يقولوا “لاتعمموش” ولم يقولوا ليس لنا ذنب فيما حدث ولم يقولوا نحن بجانبكم ضد التمييز ولم يقولوا انتم تتبنوا خطاب منفعل ومتطرف عندما تصفون فكرة فوقية البيض بالعنصرية بشكل عام
فوقية البيض في امريكا انتهجتها السلطات ومع ذلك خرج تيار واسع يندد بالتمييز وتم ضرب الفوقية فكرياً وقانونيا على الرغم ان آثارها لاتزال باقية الى الانتفاضة الشعبية الأخيرة
الفوقية الهاشمية في اليمن امرها مريب واخطر وحتى اللحظة لايوجد مؤلف فكري واحد لهاشمي فيه اعتذار لليمنيين عن جرائم الامامة الهاشمية العنصرية منذ دخول المعلون يحيى الرسي
لم تقدم مبادرة تعترف بما فعلته هذه الفكرة الملعونة اضعاف مافعلته فوقية البيض كون الفوقية الهاشمية تسند الى الميراث النبوي والارث الديني بينما فوقية البيض عنصرية بشرية قائمة على فكرة اللون لكنها لاتستند لسلالة نبوية وفكرة اصفاء الهي
كانت رسالة الماستر لصفاء كرمان واحدة من اهم الاعمال العلمية والفكرية التي حدثت مؤخراً في اليمن في الرسالة تفصيل اكاديمي ومنهجي للغاية ومقارنة بين فوقية البيض في امريكا والاستعلاء الهاشمي في اليمن وتم نقاشها في واحدة من اهم الجامعات العلمية في العالم
انطلقت الرسالة من تقنين العنصرية في امريكا الى مناهضة التمييز وناقشت المنطلقات الدينية للاستعلاء الهاشمي في اليمن والمنطلقات القانونية والثقافية والاجتماعية لفوقية البيض في امريكا في مقاربة بديعة تصلح ان تصبح الرسالة ضمن مناهج التعليم العام والاكاديمي
لقد تذكرت رسالتها العظيمة اليوم وانا اشاهد مواطنين بيض ينحنون ويبكون ويعتذرون لرفاقهم في المواطنة جراء العنصرية التي مورست ضدهم ولاتزال تمارس الى الآن
اثناء الاجتياح والانقلاب لمحافظة اب كانت شاهد على جريمة مروعة ارتكبت بحق ابن منطقتي الطفل اسامة بدير جريمة اشد بشاعة وعنصرية من الجريمة التي ارتكبها الشرطي الامريكي بحق جورج فلويد الفارق في مستوى الوعي وقوة الحركة المدنىة
تخيلوا لو ان ايا من شعوب العالم الاول حدث فيها ماحدث في اليمن .. فئة استوطنت البلاد وقالت ان لها الحكم من دون الشعب وانتهجت السلاح وسيلة لاغتصاب الحكم عبر التاريخ وقالت ان لها خمس ثروات البلد المضيف وان على المواطنين ان يقبلوا ركب طبقة السادة باعتبارها طبقية نبوية.. ماذا سيحدث.. اتوقع ان يوضع رموز تلك الفكرة والطبقة بالمصحة لعشر سنوات على الأقل حتى يتم تأهليهم نفسياً ثم يجرم الأمر دستوريا وقانونيا وفي مناهج التعليم ومنابر الثقافة والاعلام