بقلم - عادل الشجاع
يحاول أنصار الإمارات إرجاع محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز من قبل الحوثيين إلى رفضه المشاركة في قتال المليشيات الانقلابية في أبين . الإمارات تريد الجنوب لها ولذلك أي جندي أو ضابط داخل الجيش الوطني من أبناء الشمال يؤدي واجبه في حماية الأمن والاستقرار في كامل أراضي الجمهورية اليمنية تعد جريمة من وجهة نظر هؤلاء الأتباع .
وهناك من يحاول بغباء الدفاع عن أن المعركة في أبين جنوبية جنوبية ولا يوجد مقاتلين من أبناء الشمال . الجيش الوطني يتبع الشرعية التي تعمل باسم الجمهورية اليمنية . والشرعية تمثل الشمال مثلما تمثل الجنوب . لذلك من حق الجندي من أبناء الشمال أن يؤدي دوره في أي شبر من أراضي الجمهورية اليمنية شمالا أو جنوبا . ومن حق الجندي من أبناء الجنوب كذلك أن يؤدي دوره في أي شبر من أراضي الجمهورية اليمنية في الشمال أو الجنوب .
الذين يروجون لمقولة أن محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان العامة بسبب رفضه الحشد إلى أبين ينسون أن هذه ليست أول محاولة يستهدف بها الفريق الركن صغير بن عزيز ، فقد تعرض قبلها لاستهداف بصاروخ ومعه وزير الدفاع . ومن قبل ذلك تعرض رئيسة هيئة الأركان العامة السابق اللواء طاهر العقيلي لمحاولة اغتيال أيضا . وقبل هذا وذاك تم اغتيال قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبد الرب الشدادي . فهل كل هؤلاء تم استهدافهم لرفضهم الحشد إلى الجنوب ؟
الذين يروجون لمقولة أن بن عزيز رفض الحشد إلى أبين هم وراء تقديم المعلومات عن تواجد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان للتغطية على حملاتهم المحمومة ضد مؤسسة الشرعية الحاملة للوحدة الوطنية . يريدون إرهاب وإرباك كل من يتحدث عن أن اليمن واحد .
النظام السياسي المنقسم على نفسه أتاح للإمارات التدخل في الشأن اليمني وإشعالها للحرب الأهلية في الجنوب لكي تعيق معركة تحرير صنعاء واسترجاعها من يد الحوثيين . تروج في وسائل إعلامها ومن خلال أتباعها على أن المعركة في الجنوب ضد الانقلابيين عبثية . وكأن الانقلاب على الشرعية في الجنوب مباح وعلى الشرعية أن تسلم الجنوب للانقلابيين أتباع الإمارات .
تسعى الإمارات إلى تصفية الشرعية لكي يخلو الجو للانقلابيين شمالا وجنوبا . أدرك المواطن اليمني البسيط أن الإمارات تعمل على تمزيق اليمن منذ رأها وهي تتجه إلى احتلال سقطرى بدلا من الذهاب إلى صنعاء . وجود الإمارات داخل تحالف دعم الشرعية ساعدها على الدفع بالكثيرين للخروج على الشرعية بدلا من دعمها والعمل على إصلاحها وتوسيع الشراكة فيها .
محاولة الإمارات لإضعاف الجيش الوطني لا يعفي هذه المؤسسة من وجود ولاءات متعددة أنتجت جروح غائرة بصورة غير مسبوقة . جروح شكلت تداعيات ومخاطر مازالت قائمة حتى يومنا هذا . إذ لا يعقل أن تستهدف قيادات وزارة الدفاع أكثر من مرة وبنفس الطريقة ولا تعترف الوزارة بوجود اختراق أمني يجب معالجته .
أقول بوضوح إن مارب باتت مسرحا لتبادل رسائل دموية استخباراتية عبر الاغتيالات . وعلى وزارة الدفاع أن تتنبه لذلك . كما عليها أن تصدر بيانا رسميا تؤكد فيه أن المعركة في عدن مثلها في صنعاء . فهذا انقلاب وذلك انقلاب . هذه مليشيات وتلك مليشيات أيضا . وعدن تقع في نطاق الجمهورية اليمنية مثلها مثل صنعاء ، حتى لا يظل أتباع الإمارات وأتباع إيران يحددون للجيش الوطني أين يعمل ، ويحددون له المهام التي يجب أن يقوم به