بقلم - ابو زين
لم تترك الإمارات أية مناسبة وطنية للدول العربية أو الغربية إلا واحتفت بها، وزيّنت برجها الفارع الطول (برج زايد) بعلم هذه الدولة أو تلك، لكن هذا الشعور الفائض بالتضامن مع دول العالم اختفى حينما هلّت أعظم مناسبة لأصل العرب اليمن، وهي الوحدة اليمنية التي توافق 22 مايو من كل عام.
وعلى الرغم مما يمثّله هذا الحدث الكبير الذي تجاوز في تأثيره الخارطة اليمنية فأصبح أهم إنجاز عربي خلال القرن الماضي إلا أن الأطفال الذين أصبحوا حكاماً على الإمارات تقازموا واختاروا أن يتضاءلوا حد التلاشي أمام فرادة هذا الإنجاز اليمني وعظمته، وأن يكونوا صغاراً أمام المناسبات العروبية الكبرى.
هذا الموقف على الرغم من كونه متوقعاً منهم إلا أنه يكشف عن نفوس متخمة باللؤم ممرغة بالوضاعة تجاه اليمن وشعبه، وتجاه كل ملمح من ملامح تسامي للعرب، كما يؤكد المؤكد بأن الإمارات ليست بلداً عربياً بقدر ما هي خنجر بريطاني مسموم في جسد شبه الجزيرة العربية.
أما اليمنيون فهم أصل العرب واحتفاء الإمارات بمناسباتهم الوطنية يكسبها الشرف والفخار ولا يضيف لهم شيئاً ، فهم أصحاب الحضارة والمجد منذ الأزل، أما الإماراتيون فهم رعاع وبدو وبقية ما ترك المحتل البريطاني من أرذل وأنجس أهل العرب، ولا يكون لهم أن يكونوا إلا مشروع غدر وهدم لكل حلم وطني عربي.
يعتقد هؤلاء الصغار أن بمقدورهم هدم تعلّق اليمنيين الشديد بوحدتهم ويحاولون منذ سنوات تشويه الوحدة بكل إمكانياتهم المالية الضخمة وجيوش مرتزقتهم على الأرض اليمنية، لكنهم “سينفقونها ثم ستكون عليهم حسرة”، وسيبقى اليمن الكبير واحداً موحداً كما سيظل شوكة في حلوقهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.