بقلم - أبو زين
على مدى عقدين ونّيف من الزمان كان الشيخ أحمد صالح العيسي بمؤسساته المختلفة حاضراً في أوقات اليمنيين الصعبة. لم يخذلنا قط ولم يرد أي صاحب حاجة، ولم يصد الفقراء والسائلين عن بابه، بل كان البلسم الشافي واليد المعطاءة والإنسان الكريم الذي يعطي ولا يسأل ويبذل ولا يطلب مقابلاً.
فأينما يولي المرء وجهه على امتداد اليمن الكبير سيدرك أن للشيخ العيسي، يداً بيضاء تجود بالخير اللامنقطع في كل قرية ووادٍ وفي كل سهل وجبل، وأينما كان هناك محتاجون كان العيسي ومؤسساته الخيرية السباقون في هذا المضمار .
ولا تكاد تطالع الأخبار في الجرائد أو المواقع الإليكترونية إلا ورأيت خبراً عن جمعية خيرية دعمها الشيخ أو عن مرضى تكفل بعلاجهم بعد أن تخلى الجميع عنهم، أو عن أنشطة اجتماعية وخيرية موّلها وأنفق عليها مما أعطاه الله، فكان كالغيث الذي لا ينتهي أو كمعين ما اغترف منه السائلون إلا ازداد تدفقاً وجوداً.
ولأنه الرائد في الخيرات وفي كل ما له صلة باحتياجات البسطاء من أبناء وطنه، والرائد كما يقال لا يكذب أو يخذل أهله، فقد أنشأ الشيخ العيسي مؤسسة كاملة معنية بكل الأنشطة الخيرة والإنسانية وهذا هو قمة الإحسان في العمل الإنساني.
أتحدث هنا عن مؤسسة العيسي للمبادرات والأعمال الإنسانية، والتي وصل خيرها إلى أقصى بقاع وطننا الحبيب، واستفاد من نشاطاتها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني.
وقد أصبحت هذه المؤسسة رائدة في المجال الإغاثي والإنساني، حتى أصبحت أيقونة في مجالها. ومن آخر نشاطاتها مع أعلن عنه قبل يومين، إذ دشن الائتلاف الوطني الجنوبي – الذي يرأسه العيسي أيضاً – بالشراكة مع المؤسسة الحملة الصحية الأولى بالعاصمة المؤقتة عدن.
وانطلقت الحملة من مستشفى باصهيب بتوزيع المعقمات والمنظفات بالإضافة إلى توفير الكمامات والمستلزمات الصحية الخاصة بالنظافة وذلك دعمًا للقطاع الصحي في المحافظة لمواجهة وباء كورونا الذي انتشر في أغلب الدول.
وهكذا تتكامل المؤسسات التي يقودها الشيخ العيسي وتتظافر جهودها الخلاقة للمساهمة بشكل فاعل في مختلف المجالات الخيرية، وعلى كافة المستويات، لتساهم في تخفيف الوضع الإنساني المأساوي الذي يرزح تحته الشعب اليمني، الأمر الذي دفع معه الأمم المتحدة لوصف ما يقاسيه اليمنيون بأنه “أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض”.
هو الخير إذ جاء من كل جانب، وهو الجود إذ أسقى الروابي ولا يزال دون انقطاع أو نقصان، ولمثل هذا الإنسان الاستثنائي نسكب مداد المحبرة عرفاناً، لأنه انغرس هو في سويداء القلوب وحدقات العيون.