بقلم - أبو زين
لا يدري اليمني – والله – من أين تأتيه كل هذه المصائب وكيف يواجه صاحب الجسد الهزيل والمعدة الخاوية والصحة المتردية والنفسية المكسورة هذا الوباء، وكيف سيخرج من معركة تلوح مع الأفق أمام عدو جديد، لكنه لا يراه.. عدو على شكل فيروس متناهي الصغر، أمعن في كل أرجاء العالم تقتيلاً وتعذيباً، ثم ساقته الظروف الغادرة إلى دولة منهكة يقف على خرابها رئيس حكومة أخرق وعميل.
ومن المفارقة أن الفيروس – على ما يبدو – قد رثى لحالنا وقد غرقنا في مصائب هذا الـ (معين) الذي لا يتوقف عن إثخان واقعنا بالمآسي والأزمات بإيعاز من ساداته في أبوظبي، فأحجم (كورونا) عن القدوم لبلادنا، وقال في قرارة نفسه: يكفيكم بلوى الإمارات ومصيبة معين، وهل هناك ما هو أشد منهما فتكاً بأحلام اليمنيين، وأكثر إيغالاً في دم جمهوريتهم المسفوحة؟
ثم كان أن قيّض الله لهذا الوطن المغدور بالخيانات رجالاً شجعاناً كأمثال الجبواني، للتصدي لكل مرتزقة الإمارات في اليمن، وعلى رأسهم رئيس الحكومة معين. إلا أن محاولات الجبواني لوقف انتهاك الإمارات للمنافذ اليمنية، وتحذيراته من تواطؤ وعمالة رئيس الوزراء الكارثة لم يكتب لها النجاح، فحدث ما كنا نخشى منه، ودخل الفيروس القاتل إلى بلادنا.
كان معين هو السبب، فقد صادر صلاحيات وزارة النقل لنفسه وعين ذاته جهة رسمية لإصدار التصاريح الخاصة بالسفن القادمة لليمن، لكي يؤمن لأسياده في الإمارات حرية إدخال وإخراج ما يشاؤون من منافذ اليمن.
وهكذا حدث المحظور وبتنا نخشى أن نقول: وقع الفأس في الرأس يوم ارتضينا بقاء معين رئيساً للحكومة ويوم صمتنا حين شاهدناه يعفي – في انتهاك فاضح وصارخ للقوانين والدستور – الجبواني من مهامه كوزير للنقل وكحارس لموانئ البلاد.
وبسبب دراهم إماراتية لعينة ونفس مريضة وعقلية مأفونة كعقلية معين دخل إلينا هذا الوباء، بعد أن كنا – لفترة من الزمن – في مأمن منه. والآن صار من المحتم علينا خوض معركة غير متكافئة مع عدو لا يرحم.
صحيح أننا خلال السنوات الماضية احتملنا الجوع وقلة الغذاء وحالة الفقر الشديد وانعدام الأمان وواجهنا أوبئة عفى عليها الزمن.. احتملنا العيش وسط الخوف والحرب والمرض ببطن خاوية وجسد نحيل، لكن ماذا عسانا نفعل والفيروس الخبيث من إمامنا ومعين والإمارات من خلفنا؟!! الآن أدركت الرؤية الثاقبة للفنان صلاح الوافي وهو يقول متحسراً: زمن اغبااااار!