الإنتقالي وأزمة الشرف!

Editor3 أبريل 2020
الإنتقالي وأزمة الشرف!
أبو زين
أبو زين

بقلم - أبو زين

صحيح أن مجلس الإنفصال (الانتقالي) قد تعرض خلال السنتين الماضيتين لهزات كبرى بسبب سياساته القمعية وفساد قياداته، ما تسبب في تراجع شعبيته بشكل كبير في المدن اليمنية الجنوبية، والتي كانت تمثل معقلاً لقاعدتهم الشعبية الأكبر، إلا أن أكثر ما يفت في جسد الإنتقالي هو أزمته المستدامة مع الشرف والأخلاق.

نعم.. الإنتقالي يواجه مشكلة حقيقة مع قيمة الشرف والأخلاق. هي أكثر قيم اليمنيين حساسية، ، واليمني بطبعه قد يتحمّل القهر والظلم والإفقار والسلب والتعذيب وكل ما لا يخطر على بال البشرية من أهوال، لكنه لا يتسامح ولا يتساهل بأي شكل من الأشكال مع القضايا المتعلقة بشرفه.

الأمر ليس محاولة بائسة لاستغلال حادثة نازحة دار سعد لتوجيه انتصارات سياسية أو توجيه صفعات إعلامية لمجلس الإنفصال، بل توصيف دقيق لحالة شذوذ حادة في الفكر والخلق وإنعدام للوازع الديني وأزمة عميقة في الضمير الإنساني، تشكّلت وتلاقحت وكوّنت معها جنيناً مشوهاً أطلق عليه اسم (المجلس الانتقالي).

وبنظرة فاحصة لطبيعة ونوعية قيادات المجلس نستشف خطورة الكارثة التي نواجهها؛ فالمجلس يعد تجمعاً لقطاع الطرق والمجرمين وسفاكي الدم أو المحششين والمخمورين، تهيأت لهم الظروف المواتية خلال مرحلة الحرب مع الحوثي وانتقلوا من طور العصابة التي ترتكب الفاحشة وتمارس الجريمة في السر، إلى طور السلطة التي تشرعن الجرائم وتميّع الحقوق وتمارس الإجرام بأقذر أشكاله دون خوف من أي مساءلة، ومن كان القاضي غريمه فما عساه يفعل؟!!

ومع استفراد الإنتقالي بعدن وما حولها، عقب انقلاب أغسطس الماضي، انتفش ريشه أكثر وأظهر سوءته أمام الجميع، معتقداً أن بندقيته ستحميه من البركان، وأن الدرهم الإماراتي سيبقيه متحكماً برقاب المواطنين المستضعفين تحت نطاق سلطته. وقد وثق العديد لجرائم انتهاكات جنسية بحق مواطنين أو مختطفين في معتقلات الإنتقالي.

هذا فضلاً عمّا أوضحه تقرير فريق الخبراء الأممي في تقريره السنوي للعام 2019م، حيث سرد تفاصيل جرائم وحشية قام بها سجانون إنفصاليون في المعتقلات، مؤكداً أن المجلس الانتقالي وكافة المليشيات المتفرعة عنه كان أكثر فصيل في اليمن يقترف انتهاكات جنسية، متفوقاً بذلك على مليشيات الحوثي.

كل ذلك يؤكد الحقيقة المؤكدة التي باتت معروفة للجميع: نحن أمام مجرمين لا يتورعّون عن ثلم الشرف اليمني.

يقترف هؤلاء المنحطون أحط جريمة، لكنهم لا يدرك أن الدائرة تضيق عليهم كل يوم، وأن الأنصار ينشقون عنهم تباعاً ويتبرأون من فظائعهم، وأن الدم الذي يغلي في الصدور سيندلع ليجرفهم ويلقنهم درساً لن ينسوه، هم وساداتهم في أبوظبي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق