بقلم - عادل الشجاع
تساءلت بالأمس عن موقف أحمد علي عبدالله صالح من بيان المؤتمر الصادر عن قيادات صنعاء التي أعفت عصابة الحوثي من كل جرائمها . وهو سؤال طبيعي أردت أن أحصل على إجابة عن هذا السؤال من نائب رئيس الحزب الذي أنتمي إليه بعد أن وجدت اللجنة العامة منقسمة مابين موافق ورافض . أردت أن أبني موقفي على موقفه . وقد لجأت إلى سؤاله عبر صفحتي لأن الحزب تم اختطافه وتوقفت الاجتماعات منذ أكثر من سنتين . كان سؤالا عاديا يحصل داخل أي حزب من الأحزاب .
عرجت في المقال على النقد والمراجعة باعتبار النقد والمراجعة هما أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان ، لأن الإنسان الوحيد الذي يتعلم من أخطائه ، ويستفيد من تجاربه ، دون ذلك يكون حيوانا لا يعي ولا يعقل ويقع دوما في ذات المسالك ويساق إلى نفس المسالخ في تكرار بئيس .
أريد أن أقول بوضوح إن المشكلة ليست في المقال ، بل في العقد النفسية التي دفعت بالبركاني لإصدار بيان تحت توقيع مصدر مسؤول في مكتب رئيس مجلس النواب . وقد سألت كل من أعرف من أعضاء مجلس النواب عن عنون مكتبهم ، كلهم أفادوا بأنه لا يوجد مكتب للمجلس . المصدر المسؤل قال أنني بعد ما خرجت من صنعاء إلى الأردن كنت أدور مصروف من البركاني . وهو نفس المصدر السابق الذي قال أتغديت ذات مرة بيت البركاني . أصدق ما ذهب إليه المصدر قوله أنني فشلت في العمالة والارتزاق . قال أنني ذهبت إلى الإمارات وما نفعتش أكون مرتزق . ورحت إلى السعودية وفشلت أكون مرتزق . بعد قراءتي ما ورد على لسان البركاني( المصدر المسؤل ) أدركت أنني ضغطت على العصب الحساس للفلول الشاردة عن سرب المؤتمر .
أريد أن أقول بوضوح إن صميم أزمة البركاني يرجع إلى العجز عن الخروج من دوامة العقد النفسية التي تسيطر عليه وهذا الأمر يصعب التعامل معه بلغة السياسة بل يحتاج إلى علاج نفسي . فهو يفتقر للتوازن النفسي والكفاءة الثقافية . كان الزعيم علي عبدالله صالح الله يرحمه يعالجه بطريقته الخاصة التي يعرفها البركاني ويعرفها الكثيرون . من الطبيعي أن يصاب رجل بعقد نفسية بعدما وجد نفسه رئيسا للبرلمان وهو لا يمتلك حتى الشهادة الابتدائية . جاهل جهول لا يعرف أدنى المعلومات عن أبسط القضايا التي يعرفها طالب نابه في المرحلة الإعدادية . فلديه عقد من المتعلمين لم يعد ينفع معها أطباء بلا حدود .
أما ثلاثي المطلقات فقد جعلن من أنفسهن ناطقات رسميات باسم أحمد علي ولا نعرف ما إذا كان أحمد علي قد كلفهن بذلك أم لا ؟ هؤلاء لا يمتلكنا أي مؤهلات لا سياسية ولا حزبية رؤسهن فاضية ، لذلك ليس لديهن من قدرات سوى إستدراج أحمد علي إلى خندق التحريض ضد المطالبين بتفعيل الحزب . وإذا ابتلى الله حزبا عاقبه بمثل هؤلاء اللاتي فقدنا توازنهن الاجتماعي والنفسي .
سأعلن بكل وضوح بأن أحمد علي إذا أراد أن يتصدر المشهد السياسي ، عليه أن يستعين بشباب مثقف يصدقه المشورة ولا يضلله ويكون سندا له . ولكي أكون صادقا معه أقول له إن أحدا لم يسع يوما إلى عزلك بل أنت من عزلت نفسك عن الناس وغيبت روح الأمل لدى المؤتمريين وأنصار المؤتمر الذين يتطلعون لأن يعرفوا على وجه اليقين ما إذا كنت على استعداد إلى ممارسة السياسة أم لا ؟ . عزلت نفسك عن الذين يواجهونك بالصدق وروح المسؤلية ، في الوقت الذي قربت من حولك الهوامش داخل الفعل السياسي . ولا أعتقد أن العقوبات تمنعك من الأحاديث العامة للناس .
إن المأزق الذي وضع أحمد علي نفسه فيه يرجع إلى أن المحيطين به لم يدركوا ولم يستوعبوا أن الظروف قد تغيرت بعد الثاني من ديسمبر ومقتل الزعيم ورفيق دربه عارف الزوكا وانكشاف حقيقة الذين كانوا من حوله . ويحسن السفير أحمد علي صنعا لو أنه استمع إلى صوت العقل وأبعد أذنيه عن جلساء السوء والفاشلات في حياتهن الاجتماعية .
ستبقى تهمتي أنني إصلاحي بعد أن شهد لي البركاني أنني لا أجيد العمالة والارتزاق . وأنا أقول إنه من حقي كمؤتمري وحق كل يمني سوي أن نحلم بيوم يسدل فيه الستار عن الخلافات التي تمزق المؤتمر والإصلاح وكل من يناوئ عصابة الحوثي ، لكي يحل السلام والاستقرار من جديد . ولا شك أن عودة المؤتمر لممارسة دوره الوطني بكل الوسائل والآليات المشروعة هو مطلب كل مؤتمري مخلص لحزبه . نحلم بشروق الشمس معلنة عن مرحلة جديدة خالية من الخصام والمناكفة بين أنصار الصف الجمهوري .
خلاصة القول ، لا أظن أن أحدا في هذه المرحلة بحاجة إلى شيء أكثر من حاجة البركاني إلى الجلوس على كرسي الاعتراف كمدخل وحيد للتكفير عن جريمته التي أودت بالمؤتمر واليمن إلى الهاوية ، بسبب قلعه عداد الديمقراطية . وعلى أحمد علي أن يدرك بأن هناك من يريد تصفية المؤتمر بأسلوب الشيعة والتشيع . الذي أثارهم في مقالي السابق ليس الإساءة لأحمد علي كما قالوا لأنهم هم من يسيئون إليه . أثارهم الحجر الذي وقع في مياههم الراكدة فخافوا أن تطلع جيفهم . يصيبهم الصداع المزمن كلما قلنا لهم قد غسلتم يد الحوثي من دم الزعيم ، فعلى الأقل طالبوا بجثمانه فهو رئيس حزبكم ورئيس اليمن .