بقلم - هائل المساح
له من المواقف الانسانية تجاه ابناء وطنه وشعبه من الأسر المحتاجة، دون تمييز بين هذا وذاك، ما لا يكفي هنا لتدوينه.
اقتحم عالم الرياضة داعماً ومتابعاً ومؤازراً لمختلف المنتخبات الوطنية والاندية الرياضية، يدعم هذا النادي، ويعالج هذا اللاعب المصاب، ويتكفل بالمعسكر الخارجي لهذا المنتخب، ويدعم هذا ووذاك، ويتابع انشطة الاندية الرياضية والمنتخبات بعقلية الاداري الناجح وعاطفة المحب لوطنه، ويتصل مستفسراً عن مدى استعداد هذا المنتخب، وسائلاً عن صحة لاعب اعتزل هنا، او وضع مدرب هناك.
أستحوذ حب الوطن لدى الشيخ احمد صالح العيسي كرجل قلَّ نظيره، فهو رجل لايعشق الاضواء ابداً، فتجده بأبتسامته المعهودة في الاوقات الحرجة، وفي المواقف الصعبة لايتخلى عن أحد ابداً.
الشيخ احمد صالح العيسي لايعرف اللون الرمادي، ولا المواقف الضبابية، ولا مواقف المنتصف ابداً، فكل ازمات اليمن كان متصدراً للمواقف الوطنية، لم يخشى يوماً قط على تجارته بسبب مواقفه، بل كانت قيمه الانسانية والأخلاقية، تدفعه نحو الابحار في سفينة الوطن، كان اخلاق اليمني الشهم هو المسيِّر لمواقف الشيخ أحمد العيسي.
شق طريق تجارته بالربح تارة، واخرى بالخسارة، فربح وخسر ونال واشتهر ووصل الى مراده بعرق جبينه، لم يكن رجل سلطة ابداً، ولو اراد ذلك لكان له.
مواقفه آبان ثورة الشباب في 2011 ، وعند احتلال الحوثي للمدن اليمنية، ومواقفه المساندة والداعمة لمخرجات الحوار، فتجده هناك حيثما الاجماع الشعبي بما يتعلق بثوابت الوطن، غير ابهاً لما قد يلحق بتجارته جراء مواقفه.
كمتابعين لوضع بلادنا، نسمع كثيراً ونرى بأم اعيننا مواقف اغلب تجار رؤوس الاموال في اليمن ، فنتسأل، ما موقف التاجر الفلاني من مما يحدث؟ لماذا التاجر العلاني صامت وكأنه في سبات الموتى؟، فتجد الجواب مباشرة، وبشكل بديهي من اي مواطن عادي بقوله، هذا تاجر ماله شأن بما يدور، وكأن هذا التاجر او ذاك ليس من اليمن، ولا يمت للانسانية بشي، ولاعلاقة له بوضع المواطن ومعيشته.
وكأن هذا التاجر او ذاك له هدف فقط وهو جمع المال، وتناسى أن هذا الوطن و المواطن هما رأس ماله الحقيقي، همه فقط تسويق بضاعته ولو على حساب مبادئه ووطنه،وتراه صامت وكأنه ابكم واصم لايسمع ولايتكلم، والغالبية من عينات هولاء التجار تجدهم حتى في مجالس الاصدقاء ممنوع عليهم كشف رأيهم او توجههم، ولا النقاش ايضاً ،كي لايحسب هذا الموقف عليهم وبالتالي ستؤثر على دخلهم وتجارتهم، وتجدهم يبرروا ذلك بفخر ، فتلاقي تبريراتهم التفهم والقبول من الجميع وحتى المواطن المغلوب على امره، ولن تستغرب اذا قرأت بالمانشيت العريض لكتاب وصحفيين يمدحوا في مواقفهم ويبرروا ذلك،حتى اصبحت سلبية هولاء التجار مقبولة لدينا وبقناعة.
كان موقف الشيخ احمد صالح العيسي اثناء ثورة فبراير السلمية موقفاً مبدئياً لحرية التعبير السلمي والتغيير، ساعياً لتقارب وجهات النظر وفق الاهداف الوطنية والتداول السلمي للسلطة، ولم يكن يخشى على ثروته وتجارته، في حال فشلت هذه الثورة بالتغيير ، و هو يدرك جيداً ماسيلحق به في ظل بقاء صالح ونظامه، لكنه اتخذ موقفه الوطني غير آبهاً، في وقت توارى فيه اغلب روؤس المال اليمني، متخذين موقف الحياد، منتظرين الكفة التي سترجَّح، ليتخذوا حينذاك موقفهم.
وفي 2014 عند اقتحام مؤسسات الدولة ومدن وعاصمة الوطن، كان الشيخ احمد صالح العيسي يتألم على وطنه، ليتخذ بعدها موقفاً سيدونه التاريخ في سجلات الشرفاء من ابناء رأس المال الوطني، ولم يتوارى عن الانظار او يرباء بنفسه وتجارته ويدفع الخمس كأغلب رجالات رأس المال اليمني، خشيةً على تجارتهم، بل سلك طريق العظماء، تاركاً اغلب ثروته في اماكن سيطرة الحوثي، مسجلاً موقفاً وطنياً قلَّ نظيره، ليحافظ على مبادئه وثوابت الجمهورية اليمنية، وظل مسانداً وداعماً للشرعية وللرئيس الشرعي.
وفي 2019 عند اقتحام مؤسسات الدولة في عدن من قبل الحراك الانفصالي، المدعوم اماراتياً، كان له السبق في القول الفصل للحفاظ على اهداف الثورتين سبتمبر واكتوبر ووحدة اليمن، داعماً لمخرجات الحوار التي نصت على الاقاليم، كحل جمعي لأزمات اليمن المتعاقبة، لم يفضل الصمت خوفاً على تجارته وهو يعلم أن موقف كهذا سيلحق الضرر الكبير بتجارته، وثروته، في حال سيطرة الحراك الانفصالي على عدن، لكنه يدرك أن الوطن ومبادئه هما رأس ماله الحقيقي.
هذا اقل مانعرفه عن الشيخ احمد صالح العيسي، مواقف يجب ان نشكره عليها وندونها للأجيال القادمة كجزء من رد الجميل لهذا الرجل الذي فضل ويفضل مصلحة بلاده وشعبه على مصالحه الخاصه، الذي تراه دائما اينما استقرت الاخلاق والمبادئ، كان الشيخ احمد صالح العيسي بجانبهما.
رجل له معايير خاصة وفق الثوابت الوطنية عند تعامله مع الاحداث والمواقف، لديه التزامات اخلاقية تجعله في صدارة رجالات رأس المال اليمني في كل المواقف والاحداث التي مرت بها اليمن، خاصة منذو 2011 وحتى الان.
الكثير منا يعرفه كتاجر يحافظ على ماله، ويغفل عنه الكثير والكثير كأنسان يحافظ على مبادئه واخلاقه، ينتمي للأنسان اليمني ومصالحه.
بقلم/هائل المساح