بقلم - محمد الحذيفي
سقوط منطقة، او اخرى ، وتراجع الجيش الوطني في جبهة ، او اخرى ، ليس مقياس للهزيمة ، أو النصر ، وليس مؤشر على انتهاء المعركة ، بل على العكس ، قد يكون ذلك بداية لمرحلة جديدة من الإنتصارات ، لمن يحملون مشروع كبير بحجم الوطن.
مخاضات الحروب ، وطبيعتها يحدث فيها كر وفر ، تقدم هنا ، وتراجع هناك ، انسحاب من جبهة ، وثبات في أخرى بناء على تقديرات قادة المعركة في الميدان ، وحساباتهم العسكرية ، وتأريخ الحروب ، والمعارك قديما ، وحديثا مليئا بالشواهد والدلائل ، والأحداث العسكرية التي حولت موازين المعارك من الهزيمة الى الإنتصار ، او العكس من ذلك ، نتيجة عوامل متعددة تؤثر على سير المعارك.
من الغباء جدا ، أن نستسلم للهزيمة ، او نخصع عقولنا ، ونفسياتنا لإعلام العدو ، او أولئك المنبطحين ، او من تقاطعت مصالهم مع الأعداء ، ونمنحهم نصرا لا يستحقونه ، وهم ليسوا اهلا لذلك ، ولم يحققوه أصلا.
فالمليشيا الإرهابية المتمردة التابعة للمشروع الإيراني ، لم تحقق أي انتصار ، في أي معركة ، الا بسبب وجود اختلالات ، واخطاء عسكرية هنا أو هناك ، فتتحرك على هامش هذه الإختلالات والأخطاء ، كما فعلت في محافظة الجوف ، من اجل تحقيق انتصارات ولو اعلامية.
المعارك في الجوف ، لا زالت على اشدها حدثت بعض التراجعات ، والإنسحابات لأسباب قد تكون موضوعية ، واخرى عسكرية ، وجغرافية ، لكن، ليس بتلك الصورة التي يضخمها اعلام العدو ، واصحاب الدفع المسبق ، والمعارك هناك على اطراف مدينة الحزم ، او حتى لنفترض انها وسطها ، هي عنيفة جدا رغم أني اشكك في دخول الميليشا مدينة الحزم ، نظرا لانقطاع الأنترنت على محافظة الجوف منذ شهر ، وعلى مأرب ، وحضرموت ، وبعض المناطق بسبب انقطاع كيبل الياف ضوئية في حضرموت اليوم ، كما تشير الأنباء ، وبالتالي فكل المعلومات تستقى من العدو ، ومن يخدمونه ، او يتخادمون معه ، وهذا الإعلام لا يصدقه غير المغفلين ، واصحاب المشاريع الخاصة.
ليس لدي ادنى شك في قدرات الجيش الوطني ، ولن اشكك بأي قائد من قادته ، ولا اعتبر وصول الميليشيا الى مدينة حزم الجوف ، افتراضا ، انتصار على الإطلاق ، او انها حققت المعجزة ، بل انا على ثقة كاملة ، ان الجيش الوطني ، وقادته سيقلبون المعادلة ، وميزان المعركة ، إن لم يكونون قد قلبوها فعلا ، وسيستعيدون الجوف ، ونهم ، وحجور ، وسيتقدمون في مختلف الجبهات ، إن عاجلا ، أو آجلا ، والنصر سيكون حليف اصحاب الحق ، واصحاب المشروع الوطني ، فخسارة معركة لا يعبر عن سقوط القضية.
الشعب اليمني صاحب قضية عادلة ، وسينتصر لا محالة ، فقط ، المطلوب من قيادة الشرعية ، ان تتحرك ، وتحرك كل الجبهات ، وأن تحافظ على شرعيتها القانونية ، والدستورية ، والشعبية ، بالتواجد بالميدان ، والقيام بواجباتها الأخلاقية ، والقانونية ، وتوفير الدعم الحقيقي ، والنوعي لقوات الجيش الوطني ، وسينقلب ميزان المعركة رأسا على عقب ، وسيصل الجميع العاصمة صنعاء بوقت قياسي وسيصلون صلاة النصر هناك.