بقلم - فتحي بن لزرق
يخطئ من يظن ان الوحدة اليمنية محمية بالقرارات الدولية أو بقوى الشمال أيا كان حضورها.
الوحدة اليمنية ليست محمية بأي من هذه القوى سواء الشمالية أو الدولية .
القرارات الدولية في اليمن غير قادرة على فعل شيء ذي قيمة ولو أنها كذلك لانتهت الحرب قبل 4 سنوات من اليوم.
(الشمال) اضعف من ان يفرض أي معادلة سياسية على الجنوب في حال ما اجمع الجنوب أو اغلبه على خيار سياسي ما.
ثمة أمر يجب الإقرار به وهو ان “الوحدة اليمنية” محمية بقطاع جنوبي كبير وضخم ويتزايد يوما عن “أخر”.
وان أردت دلائل فما عليك إلا ان تلقي نظرة سريعة على قوام الحكومة الشرعية ومعرفة كم مسئولاً جنوبياً فيها .
الق نظرة على قوام كل القوات العسكرية الممتدة على طول المهرة حضرموت وشبوة وابين وسقطرى وستعرف أنها كلها قوات من أبناء الجنوب وهذه القوات تقاتل بعقيدة يمنية “خالصة”.
من يدافعون عن مشروع الدولة اليمنية اليوم هم عبدربه منصور هادي وأحمد الميسري وبن دغر ونايف البكري والعيسي وبن عديو وطيمس وباكريت ومهران القباطي والبحسني ورمزي محروس وعلي هيثم الغريب وعصام الكثيري والجبواني وهاني اليزيدي وناصر النوبة وجحدل حنش والتركي وعبدالعزيز المفلحي ومحمد البوكري والحريزي وعبدالرب السلامي وأبو مشعل الكازمي ومحمد العناني ولؤي وسليمان الزامكي وناصر باعوم و أوس العود وعبدالله لملس ولعكب .
كل هؤلاء جنوبيين ليس بينهم شمالي واحد ولايستطيع احد انكار حضورهم .
العلم الجمهوري الذي يرفرف خفاقا في المساحة الأغلب من الجنوب يرفعه “جنوبيون”.
هذه حقائق على الأرض!.
علينا ان نقر انه ومثلما كان “الانفصال خيارا جاذبا لبشاعة ما اُرتكب بأسم الوحدة وتحت غطائها باتت الوحدة اليوم ومشاريع الاقاليم جذابة ايضا لبشاعة ما أُرتكب بأسم الانفصال.
كل هؤلاء جنوبيون وهم من يدافع عن الدولة اليمنية وهم من يخوضون غمار الدفاع عن كيانها وهم خليط من كل الأحزاب والكيانات.
الهاربون من جحيم “الانفصال” من الجنوبيين هم من يؤخر الانفصال ويعرقله وهم من يمنعه ، المكتوون بنار مابعد 1967 وزمن الصوت الواحد وخيبات نفق جولد مور هم فقط من يحولون دون تحقيق “الانفصال”.
الوحدة اليمنية محمية بمن حوّل عدن إلى ساحة ضخمة للنهب والسلب والخراب ، من بسط على الأراضي ومن صادر حقوق الناس، ومن استغل القضية الجنوبية خدمة لمصالحه الخاصة هو من يحمي “الوحدة” .
المدافعون عن الوحدة هم قطعان الباسطين الناهبين لحقوق الناس في عدن الذين حولوا “الانفصال” إلى كابوس أخافوا به الناس.
لذلك فلا يكذبن أحدً على المطالبين بالانفصال أنهم يواجهون الشمال أو الإرادة الدولية ،انتم تواجهون إرادة جنوبية يجب ان تقروا بوجودها وان تحترموا خيارها وماعليكم إلا ان تجلسوا على طاولة تفاوض وحوار واحدة تقر وتعترف بأن الجنوب فيه من يطالب بالانفصال وفيه من يؤيد الوحدة ومن يسعى للأقاليم ومايريده الشعب سيقرره.
ودون ذلك وهم لاطائل منه.