بقلم - محمد الحذيفي
لا يبدو ان ثمة من يفكر بواقعية ، وعقلانية ، في خضم هذه الأمواج المتضاربة من الأحداث ، والتناقضات الكبيرة ، في المشهد العام ، او الخاص ، حيث وصلنا الى مرحلة لم نعد نفرق فيها بين الخطأ والصواب ، وبين الحقيقة والكذب ، وبين الصديق والعدو ، وبين ما هو قانوني وما هو غير قانوني ، وبين ما يخدم القضية وما يفسدها ، ويجلب لها الضرر الكبير.
قضية الشهيد العميد عدنان الحمادي ، رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته ، لم تعد قضية حصرية خاصة بأسرته ، او منطقته ، او حتى محبيه ، وهم كثر على امتداد الساحة الوطنية في تعز ، او غيرها ، بل اصبحت قضية راي عام ، الجمييع بلا استثناء معني بها ، ويبحثون عن الحقيقة ، وينتظرون ما ستقوله لجنة التحقيق التي شكلتها مؤسسة الرئاسة ، وما ستكشف عنها من نتائج تحقيق.
ان تدخل جهات على خط القضية ، وتحاول خلط الأوراق ، وبعثرة جهود لجنة التحقيق الرئاسية ، وتمييع التحقيقات باستدعاء صحفيين وناشطين في مواقع التواصل الإجتماعي ، اشخاص لا علاقة لهم بقضية الإغتيال لا من قريب او بعيد ، كون القضية اصبحت مشهورة المكان ، والزمان ، والجناة فذاك تمييع ، وحرف لمسار القضية برمتها.
طيب ، ما صفة هؤلاء الصحفيين ، والناشطين حتى يتم استدعاؤهم؟، وما السبب او الحيثيات التي استوجبت ذلك؟، وهل يصب ذلك في خدمة القضية ، ومجرى التحقيقات؟، ام هو نوع من التمييع ، والإساءة للشهيد الحمادي رحمة الله عليه.
اذا سألت طالبا في مستوى أول حقوق ، سيجيبك ان كل تلك الإجراءات ، لا تخدم قضية الشهيد الحمادي ، وانما هو حرف لمسار اجراءات التقاضي اجرائيا وقضائيا ، ولا تصب في خدمة اظهار الحقيقة، وهو ما يعتبر بمثابة اغتيال اخر للشهيد.
كان مفاجئا ، وصادما للجميع ، استدعاء 10 من الزملاء الصحفيين ، وناشطي مواقع التواصل الإجتماعي لأخذ اقولهم حول عملية الإغتيال ، وبحجج ، ومبررات مبهمة حتى الآن لا تقرأ غير في سياق ارتكاب مجزرة بشعة ضد حرية الرأي والتعبير ، واسكات كل الأصوات الناقدة للظواهر السلبية التي يمارسها الكثير من المسؤولين ، والقادة ، والإختلالات القائمة ، وهو ما يتخادم كليا مع اهداف الميليشيا الإرهابية المتمردة ، والتي لا تريد أي صوت يتحدث عن جرائمها ، ويفضح افعالها القبيحة.
بلداء حتى في محاولتهم الإنتصار لدم الشهيد الحمادي ، اساؤا إليه ، ومثلوا به معنويا ، وروحيا ، ووجدانيا ، وهو الذي نحت لنفسه مكانة عظيمة في وجدان ، وذاكرة كل ابناء تعز ، وبلادتهم هذه ، تقودهم نحو منزلق خطير قانونيا ، وقضائيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعى.
وهنا اسالوهم ، وانظروا هل سيجيبونكم.؟
من الأولى باستدعاء النيابة الجزائية صحفييون ، وناشطون ، لا يحملون غير القلم يصنعون به الكلمة ، ام الإرهبيون الذين يحملون مسدسات كاتمة الصوت ، ويفجرون به رؤوس اناس ابرياء.؟
ومن الأولى بالاستدعاء ناشط على صفحات الفيس ، ام ناشط في خلايا تنفيذ عمليات اغتيالات ، ينفذ جرائمه ليتقرب بها الى سيده ومموليه بتشويه المناطق المحررة.؟
من الأولى باستدعاء النيابة الجزائية ؛ من يحمل قلما يدافع به عن الوطن ، ويساند به جيش الوطن ، ويؤازر به الشرعية ، ويذود به عن مؤسسات الدولة ، ام اولئك الذين يحملون الأسلحة ، ويوجهونها لصدر الشرعية ، وينهبون بها مؤسسات الدولة.؟
من الأولى باستدعاء النيابة الجزائية ؛ الذين يواجهون الإرهاب بأقلامهم ، ويفضحون الفساد بكتاباتهم ، ويعرون بها مهربي الأسلحة ، والمشتقات النفطية الى مناطق سيطرة الميليشيا ، ام حملة الفكر الإرهابي وممارسيه وقاتلي الأنفس وقادة التهريب وعتاولة الفاسدين والمتسترين عليهم.؟
كم هي فضيحة كبيرة عندما يلاحق صحفي ، او ناشط يصطف مع الشرعية ، ويقاتل معها ، لأنه انتقد مسؤولا من باب الحرص ، والبناء ، والتصحيح ، وهو في ذات الوقت ملاحق من قبل الميليشيا التي تحاكم بعظهم غيابيا ، فيما يترك المجرمون ، والفاسدون ، والمهربون يسرحون ، ويمرحون بل وبعظهم توفر لهم كل الحماية.