القضية الغائبة … ومشروع استعادة دولة الجنوب في دهاليز فنادق ابوظبي وشاليهات دبي

عدنان أحمد24 فبراير 2020
القضية الغائبة … ومشروع استعادة دولة الجنوب في دهاليز فنادق ابوظبي وشاليهات دبي
هائل المساح
هائل المساح

بقلم - هائل المساح

يتوهم عيدروس وشلال وبن بريك أن استعادة الجنوب تكمن في ارتداء الزي الاماراتي، وتحديد اللحية على الاستايل الاماراتي، لايعلموا ، كم هم اغبياء وسخفاء !! لا يعلموا ان قضيتهم المزعومة المتمثلة بفك الارتباط ، قضية استرزاق تافهة ممولة ومعد لها مسبقاً، قضية تغوص في دهاليز شاليهات دبي ، وتنام في فنادقها .

قضيتهم كتمرد ، ليس على الجمهورية اليمنية ، او كما يزعم روَّاد تمردهم على عصابات الفيد الشمالية ، بل تمرد على حضارة وتاريخ اليمن، وهذا السخف والعبط يجعل من قضيتهم كما يزعمون ، قضية تافهة بلا هدف.

لن يخجلوا إن وصل بهم السُخف ان يستقبلوا التهاني الحارة بمناسبة تمردهم على اصالة اليمني وعاداته وتقاليده وحضارته وتاريخه وحتى على الزي التقليدي اليمني الاصيل، فتجدهم يرتدوا زي النوم الاماراتي وعلى رؤوسهم الفارغة، عقالات تتدلى كحزام ملوي على خاصرة راقصة ليلية في احد فنادق دبي، ليثبتوا برائتهم من اليمن وولائهم المطلق لأسيادهم بأشباع مطامعهم بالتخلي عن اليمن حضارةً وتاريخ وتراث وكدليل وبرهان انهم ليسو يمنيين كما يزعمون بل وارد جبل علي.

الشاب الصغير بوشكين في رواية -بطل من هذا الزمن- له سمات معقدة خاصة تدفعه للتمرد بشكل دائم ، لكنه تمرد بلا قضية ، وهذا مايدفع قُرَّاء الرواية لإعادة التساؤل حول مفهوم كلمة البطولة من زاوية انسانية لعدم ايمانهم بعدالة قضية هذا الشاب الروسي الصغير .

في الوقت الذي يحارب اليمنيون في الشمال ومعهم احرار الجنوب عن دولتهم ضد عصابة طائفية احد اذرع ايران بالمنطقة، اغتصبت الحكم لتعبث بالدولة ومؤوسساتها ، مدعية الحق الالهي بذلك ، ترتفع اصوات اصحاب مشروع فك الارتباط بدعم اماراتي، مستغلين حالة الحرب القائمة مع عصابة الحوثيين، لإرباك انتصارات الجيش الوطني ومعركة الخلاص مع مليشيات الحوثي.

الاوغاد في روايات أستروفسكي هم نتاج العالم التجاري ، وهم جشعون ومخادعون ، لاتخشى دبي على اخلاقها وفقاً لعادات وتقاليد العرب لأستغلال ثرواتها للفوضى والخداع في الدول العربية التي اشعلتها بالدمار، بل تزداد زهواً لانها لاتملك تاريخاً يحكي مواقفها العربية الاصيلة في التاريخ العربي الالغابر، التي يجعلها تجتهد للسير عليه او على الاقل لتحافظ عليه .

تتداخل هذه الاحداث وغيرها الكثيرة من تصرفات وسلوك زعماء الهوس خلف الدراهم ليعطوا لنا كيمنيين فرصة ونظره ثاقبه في تقييم عدالة القضية التي يدَّعون خاصيتهم بها، ايضاً تترك اثراً يحاكي واقعنا كيمنيين في حلحلة ازماتنا المتتالية، في تسليم امرنا لدولة تريد العبث ببلادنا وتاريخنا وشعبنا وهويتنا.

مرت اليمن تاريخياً بمراحل وحقبات صراع اجتماعي، نخسر الكثير من اليمنيين وتولد مأساة الحرب، ونعاني اقتصادياً ،لكننا وفي كل مراحلها يخرج اليمنيون منتصرين لهويتهم وبلادهم، اختزلوا قضية استعادة دولة الجنوب بالضالع ويافع، لايريدوا شبوة ولا ابين ولا المهرة ولا سقطرى ولا عدن، وبنفس الوقت يتكلموا عن كل الجنوب، أي قضية هذه وأي مصير يريدونه.

بقلم/هائل المساح

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق