عدن التي أعتمت بقدوم “معين”!

5 فبراير 2020
عدن التي أعتمت بقدوم “معين”!
ابوزين
ابوزين

بقلم - ابوزين

محفوفاً بالعشرات من مسلحي عصابة  مجلس الإنفصالي ومحاطاً بعدد من الضباط الإماراتيين، يمارس رئيس وزراء الدولة اليمنية، معين عبدالملك، عمله بكل أريحية من قلب العاصمة المؤقتة عدن منذ شهر ديسمبر الماضي.

المضحك المبكي أن معين هو أول رئيس وزراء في التاريخ يحظى بدعم كامل من قبل عصابات ملشياوية انقلبت بمساعدة الدويلة المارقة “الإمارات” على حكومته، وقوضت كل معالم الدولة في عدن التي أصبحت وطناً لكل الخائنين.

وهذا على ما يشكله من دلالة فارقة عن عبثية وفوضوية المشهد السياسي جنوب البلاد، إلا أنه في الآن نفسه برهان شديد السطوع عن فساد وخيانة هذا المسئول الذي تشرّب العمالة لأولاد زايد وأدمن اغتراف المال الحرام دون أي اعتبار لحساسية المرحلة، باعتباره ربان الحكومة اليمنية في أعتى زمن تمر به البلاد.

وها هي عدن اليوم تئن كما لم تئن قبلاً، إذ تتوالى عليها الأزمات تباعاً وعلى كافة المستويات التنموية والخدمية. وفوق كل ذلك عاد شبح الظلمة ليجثم من جديد فوق صدر هذه المدينة التب لم تعرف الهدوء مذ جاء إليها غراب الشؤم معين.

ومع كل ما يقاسيه المواطنون في عدن جراء الصعوبات والمشقات التي أصبحت واقعاً معاشاً في عهده الأسود، إلا أن أزمة الكهرباء فوق أي احتمال، وفوق قدرة المغلوبين على أمرهم على الصبر في هذه المدينة المنكوبة، خاصة وقد بدأت ملامح الأزمة بالتجلي مؤخراً وذلك بتكرر انقطاع التيار الكهربي لساعات عدة.

قد تصحو عدن على عتمة شاملة في أية لحظة، مع عجز العميل معين عن توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، ما ينذر بكارثة كبرى. يحدث ذلك ونحن لانزال في مطلع العام وفي موسم الربيع، فكيف سيكون الحال حين يحل موسم الصيف وحين تتجاوز درجة الحرارة في عدن الخمسين مئوية؟!!

نحن على موعد مع الكارثة، لكن معين لن يعترف بفشله كما لن يستقيل من منصب هو أكبر منه بكثير، فهؤلاء العملاء على قدر ما هم رخيصون على قدر ما هم منسلخون من كل ضمير وأمانة، وقياساً على ذلك يمكن القول إن الأسوأ في عدن لم يحدث بعد!

المصدر مقال خاص لعدن نيوز
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق