“جرعة مباركة”.. الجرعة السادسة من نوعها.. شماعة الحوثيين لاحتلال العاصمة صنعاء

4 فبراير 2018
“جرعة مباركة”.. الجرعة السادسة من نوعها.. شماعة الحوثيين لاحتلال العاصمة صنعاء

“جرعة مباركة!”، هكذا كانت تحية اليمنيون، صباح اول أمس الجمعة، كأبلغ رد ساخر ومعبر، عن الجرعة التي نفذتها مليشيا الحوثي، وأقرتها يوم الأربعاء الماضي، 31 يناير، في أسعار المشتقات النفطية، بدلا عن التحية المعروفة بـ “جمعة مباركة”، كما اعتاد عليها الناس كل اسبوع.

حيث أقرت مليشيات الحوثي الانقلابية جرعة جديدة في أسعار المشتقات النفطية، بصنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها، في الوقت الذي يعيش فيه الناس أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، في ظل انقطاع المرتبات، وانعدام موارد الدخل للمواطنين.

وكشفت وثيقة حصل “العاصمة أونلاين”، على نسخة منها، توضح الجرعة التي أفرتها شركة النفط الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، في أسعار المشتقات النفطية، والموجهة لمدراء فروعها، والتي تلزمهم بالعمل بالأسعار الجديدة اعتباراً من الأربعاء 31/1/2018م.
 
وبحسب الوثيقة، فإن السعر الجديد للتر الواحد من مادة البنزين (350 ريال) ليصل سعر الدبة 20 لتر من البنزين إلى (7000 ريال)، وذلك بالتساوي مع سعر اللتر الواحد من مادة “السولار” (350 ريال) ليصل سعر الدبة 20 لتر من السولار إلى (7000 ريال).

الحوثي والجرعة!

ثمة علاقة قوية تربط بين الجرعة، ومليشيا الحوثي، خصوصا وأن هذه الجرع التي ما فتأت مليشيا الحوثي تنفذها على المواطنين بشكل مستمر، قد أعادت إلى الأذهان، شعاراتهم أثناء اقتحامهم للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م، إذ كان لمحاصرتهم للعاصمة صنعاء، واحتلالها لاحقاً، وإدخال البلاد في حرب لا نهاية لها؛ كان بهدف إسقاط الجرعة السعرية التي جاءت نتيجة رفع حكومة “باسندوه” الدعم عن المشتقات النفطية.

وقد أدى اقرار المليشيا الحوثية لهذه الجرعة الجديدة، الى موجة من السخرية والغضب لدى مختلف الناشطين والحقوقيين، والذين عبروا عن استياءهم لهذه الجرع المتلاحقة التي تنفذها المليشيا على المواطنين في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

وقارن النشطاء بين الجرعة التي نفذتها حكومة محمد سالم باسندوة في يونيو 2014، وبين الجرعة التي نفذتها المليشيا مؤخرا، والتي تم وصفها بالجرعة “القاتلة”.
 
الصحفي اسيل سارية، قارن بين جرعة باسندوة، وجرعة مليشيا الحوثي، بالقول “باسندوة عمل جرعة خفيفة بـ2000 ريال زيادة، وطلع عبدالملك الحوثي عمل 570 الف خطاب، كل خطاب سبع ساعات، وانه لن يتنازل عن مطالبه بإلغاء الجرعة، وانه سيدافع عن قوت ومعيشة الشعب اليمني”. حسب زعمهم.

وأضاف ساريه في منشور له على صفحته بالفيسبوك، “اليوم الحكومة والمجلس السياسي يقرون جرعة بزيادة 5000 ريال وبمباركة عبدالملك الحوثي”. في اشارة الى زعيم المليشيا الحوثية الذي لطالما وقف خطيبا للتنديد بجرعة الحكومة السابقة، ومؤكدا وقوفه الى جانب الشعب اليمني.

اعترافات حوثية!

“جرعة غير مسبوقة”، هكذا وصفها القيادي الحوثي عبد الوهاب الشرفي، في اعترف واضح من قبل المليشيا التي لطالما ظلت توهم الناس بالخداع، انها ليست المسؤولة عن ارتفاع المشتقات النفطية، مرجعة السبب أنهم التجار، وأنها ليس لا علاقة بهذا الموضوع البتّة.

وأكد الشرفي، أنها هذه الجرعة “غير مسبوقة في تاريخ اليمن. وقال “شركة النفط تعلن رسميا جرعة غير مسبوقة في تاريخ اليمن 7000 الف ريال للدبة”. مشيرا الى أن أجمل ما في هذه الوثيقة الرسمية التي تقر ارتفاع اسعار المشتقات النفطية بشكل رسمي، أنها أوضحت للناس ان الحوثيون هم من يدير هذه الأسواق، ومن يتحكمون بسعرها. 

وأضاف الشرفي في صفحته على “الفيس بوك”،  “أجمل مافي هذه الوثيقة انها تقطع الشك باليقين، وتفضح السلطة بعد طول كذب ولف ودوران و دجل، بأن من يرفع السعر هم التجار”.

وخاطب المليشيا الحوثية بالقول، “بان الملعوب، بان من يتاجر بنا، ويستثمر أوجاعنا، هي السلطة نفسها”. مستشهدا بالأية الكريمة، “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”. مؤكدا في ذات السياق، أن المليشيا هي من تستشمر أوجاع الناس، وتتاجر بمعاناتهم، بشكل رسمي. وقال “جل من يعريكم، وبأيديكم، انتم السلطة، وانتم التجار بوثائقكم الرسمية، وانتم من يستبيح المجتمع، ويستثمر اوجاعه”. حسب قوله.

جرع متتالية!

لم تكن هذه الجرعة التي اعلنت عنها مليشيا الحوثي هي الأولى، بل هي السادسة خلال ثلاث سنوات، أي منذ اسقاطها العاصمة صنعاء، بحجة الجرعة التي تم رفع اسعار المشتقات النفطية التي 3500 ريال فقط للبترول، و 4000 ريال للديزل، ورغم تراجع الحكومة حينها بتخفيض 500 ريال من اسعار المشتقات النفطية، إلا أن مليشيا الحوثي واصلت تصعيدها ضد الحكومة الشرعية، بدء من عمران وصولا الى اسقاط العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م، وما تلاها من أزمات وحروب متتالية، يعيشها اليمنيون منذ ذلك الحين، وحتى اليوم.

إذ تأتي هذه الجرع المتتالية، في ظل ارتفاع معدلات الجوع، والفقر التي بات يعناني منها اليمنيون، خصوصا في ظل انقطاع مرتبات الموظفين لأكثر من عام، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير جدا، وزيادة عدد الفقراء، والمحتاجين، حتى أصبح اليمن يعاني من أسوأ أزمة انسانية يعيشها العالم، وفقا لتقارير المنظمات الدولية.

وقاحة بلا حدود!

أمس الجمعة، القى زعيم مليشيا الحوثي، عبد الملك الحوثي، خطابا بمناسبة ما أسماه بـ”اسبوع الشهيد”، وهي الذكرى السنوية التي تحتفل فيها المليشيا بقتلاها، داعيا من وصفهم بابناء الشعب اليمني، بالذهاب نحو القتال، دون أن يتطرق الى ما يعاني من الناس من فقر وغلاء، وارتفاع في أسعار المواد والسلع الاساسية.

وواجه اليمينون هذا الخطاب، بالسخرية والازدراء، مذكّرين المليشيا الحوثي، بما وصل اليه اسعار المواد والسلع الاساسية المختلفة.

وفي هذا الصدد، كشفت الناشطة، سارة اليمني، عن اسعار السلع الاساسية في العاصمة صنعاء، والتي ارتفعت بشكل جنوني. وقالت “اليوم سعر الكيس الارز ب 25 الف ريال، وكيس البر ب 11 الف، وسعر الدبة البترول ب 7200 ريال، والاسطوانة الغاز ب 4700 ريال، والدبة الديزل ب 7000ريال، وسعرالدولار ب 500 ريال”.

واستغربت في منشور لها في صفحتها بـ”الفيس بوك”، الوقاحة الحوثية التي تتجلى في ابهى صورها، ففي حين المواطن يموت من الجوع، يطل الحوثي ليحدث الناس عن فضل القتال. وقالت”بكل وقاحة يطل عليكم المنافق ‎الحوثي، ويحدثك عن فضل الشهادة ومكانة الشهيد، وكيف نكون احرارا”. وتساءلت الناشطة اليمني، بالقول: “أين حق الاحياء يا ابن الكلب قبل الحديث عن الاموات؟!”. حسب وصفها.

*العاصمة اونلاين

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق