تسببت بها “حركة أمل”.. قضية موسى الصدر تفجر أزمة جديدة بين لبنان وليبيا.. ما قصتها؟

15 يناير 2019
تسببت بها “حركة أمل”.. قضية موسى الصدر تفجر أزمة جديدة بين لبنان وليبيا.. ما قصتها؟

فجر رجل الدين الشيعي موسى الصدر، الذي اختفى بليبيا في سبعينيات القرن الماضي، خلافاً سياسياً جديداً بين بيروت وطرابلس.

واعترضت حركة “أمل” اللبنانية على حضور وفد ليبي؛ بسبب موقف السلطات الليبية من قضية اختفاء موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين في ليبيا سبعينيات القرن الماضي، وعدم تعاونها في الكشف عن تفاصيل هذه القضية.

ودفع هذا الاعتراض السلطات اللبنانية إلى منع مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية المرتقبة في بيروت، فيما طالب مجلس الدولة الليبي، يوم الاثنين، بتجميد العلاقات مع لبنان.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أنباء منع لبنان دخول وفد ليبي إلى أراضيها لحضور القمة الاقتصادية التنموية العربية التي تعقد في العاصمة بيروت بين 18 – 20 يناير الجاري، في حين هاجم شبان ليبيون السفارة اللبنانية في العاصمة طرابلس وحطموا بعض محتوياتها.

وبدأت الأزمة بين لبنان وليبيا عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مقطعاً مصوراً يوثق إزالة مجموعة من الشبان المنتمين لحركة “أمل” العلم الليبي من أمام المقر الذي تنعقد به القمة الاقتصادية في بيروت، ورفع علم الحركة بدلاً عنه، فيما رفع آخرون صوراً للإمام موسى الصدر أحد مؤسسي الحركة احتجاجاً على مشاركة ليبيا في القمة.

وحركة “أمل” فصيل سياسي لبناني يقوده نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، مرتبط بالطائفة الشيعية، والاسم هو اختصار لـ”أفواج المقاومة اللبنانية”.

وتسبب الفيديو في غضب الليبيين الذين طالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، باتخاذ موقف ضد ما وصفوه بـ”إهانة العلم الليبي”، داعين إلى مقاطعة القمة الاقتصادية العربية التي تعقد في بيروت.

وعلى إثر ذلك أعلن وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، يوم الاثنين، إلغاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، مشاركة بلاده في قمة بيروت.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الليبية بحكومة الوفاق الوطني، أحمد عمر الأربد: “قررت الوزارة رسمياً عدم المشاركة على أي مستوى في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المزمع إقامتها بالعاصمة بيروت”، مشيراً إلى أن “مقعد ليبيا في القمة سيكون شاغراً”.

ولم يقتصر الرد الليبي على الانسحاب، بل طالب مجلس الدولة الليبي بتجميد العلاقات مع لبنان؛ رداً على الإهانة المزدوجة بإنزال العلم ومنع الوفد من دخول أراضيه.

كما هدد نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني وزعيم الحركة الحالي، بتنفيذ “سادس شباط سياسي وغير سياسي في حال تطلب الأمر”، اعتراضاً على المشاركة الليبية، في إشارة إلى العمليات المسلحة التي قادتها الحركة برئاسته ببيروت في (شباط) فبراير عام 1984، ضد الرئيس السابق أمين الجميل خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

كما احتج عبد الأمير قبلان، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، أيضاً على توجيه الدعوة إلى ليبيا للمشاركة في القمة. داعياً إلى اجتماع طارئ لبحث “تداعيات تلك الدعوة”، وشدد على “الثوابت الوطنية في متابعة قضية اختطاف الإمام الصدر ورفيقيه”، على حد قوله.

يشار إلى أن السفير اللبناني في ليبيا يقيم في جزيرة جربة التونسية (جنوب) ويمارس مهام عمله من هناك كل الوقت؛ بسبب الأوضاع غير المستقرة أمنياً في ليبيا.

وتتهم الطائفة الشيعية في لبنان الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي بالمسؤولية عن اختفاء موسى الصدر ومرافقيه أثناء زيارة ليبيا في أغسطس عام 1978 بعد دعوة رسمياً لزيارة البلاد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق