مصر.. ما هي قصة فتاة المرج التي هربت من “العار” وبعد ثلاث سنوات “قٌتلت”

4 ديسمبر 2018
مصر.. ما هي قصة فتاة المرج التي هربت من “العار” وبعد ثلاث سنوات “قٌتلت”

لم يتخيل أهالي شارع محمد نجيب بحي المرج شمال العاصمة المصرية القاهرة، أن تنتهي حياة “ياسمين. ح” عاملة بأحد المحلات بتلك الطريقة البشعة؛ إذ اقترب منها أحد الأشخاص وأطلق صوب رأسها عيارًا ناريًا أودى بحياتها في الحال، ولم يتمكنوا من اللحاق بقاتلها.

قبل سنتين ونصف، بدأت “ياسمين” العمل بأحد محلات الملابس بالمنطقة؛ تأتي في الثالثة عصرًا وتغادر في الحادية عشرة مساءً، هادئة الطباع، قليلة الكلام، تحافظ على الصلاة في وقتها، يصف “سيد. م” أحد شهود العيان في حديثه لمصراوي.

بررت الفتاة العشرينية التحاقها بالعمل في المحل لمساعدة أهلها، وشراء مستلزمات زواجها، دون أن تفصح كثيرا عن حياتها الشخصية أو سبب قدومها وأهلها من الصعيد، حيث ولدت في أسيوط.

مساء الخميس الماضي (يوم الواقعة)، كانت ياسمين تقف أمام محل الملابس دون أن تدري بأن هناك من يترصد اللحظة المناسبة لقتلها؛ ودون سابق إنذار انطلق شخص مجهول صوب الفتاة ووضع سلاحًا ناريًا “طبنجة” على رأسها وأطلق دون تردد ثم فرَّ هاربًا.

ثوانٍ معدودة، حتى استفاق الأهالي من الصدمة، فبعضهم طارد المتهم دون جدوى، بينما استغاث الآخرون بالإسعاف لنجدة القتيل التي نقلت إلى مستشفى اليوم الواحد بالمرج، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة.

فور ورود الإخطار لقسم شرطة المرج، وضع ضباط المباحث بقيادة المقدم أحمد طارق، رئيس المباحث، خطة لكشف ملابسات الجريمة، تبدأ بجمع التحريات والمعلومات عن الضحية وأهلها ثم تفريغ الكاميرات والاستماع لشهود العيان.

في البداية، أنكر والد الفتاة أمام رجال المباحث معرفته بالقاتل بعدما عرض عليه فيديو كاميرا مراقبة رصدت الواقعة بالكامل، صارخًا “طليقها قتلها”، ودلَّهم على قرية طليق ابنته بأسيوط.

وداخل قرية أبوتيج بأسيوط، واصل رجال المباحث الاستدلال على طليق الضحية، فأنكر معرفته بالواقعة وأثبت حضوره في مكان آخر وقت الحادث بالإضافة لعدم تطابق صورته مع الكاميرا، لكنه أخبر الضابط أن الشخص مرتكب الواقعة هو نجل خالة والد طليقته.

وتبين أن مُرتكب الواقعة “سامي. ع” –هارب- بالاشتراك مع والد الفتاة وأحد أقربائهم، وتم القبض عليهم وإحالتهم للنيابة.

وقال “حفظي. ع” موظف، والد الفتاة في التحقيقات، إنه قبل 3 سنوات، تزوجت ابنته من أحد الأشخاص ببلدتهم في الصعيد، لكنّ بعد مرور 15 يومًا من الزواج نشبت مشاجرة بينها وبين زوجها الذي أكد أن زوجته ليست “عذراء” وطلّقها، فخشي على نفسه من العار والفضيحة وهرب بها إلى القاهرة.

وأضاف أن ابنته أخبرته عن سبب فقدان “عذريتها”، بأنها كانت في زيارة لإحدى صديقاتها ووضعت لها مخدرا في مشروب أفقدها الوعي، وعندما أفاقت اكتشفت أنها تعرضت للاغتصاب من أحد الأشخاص على علاقة بصديقتها، ولم تخبره بما حدث خوفًا من غضبه.

وانتقل الأب بصحبة زوجته وابنتيه إلى منطقة المعصرة بالمرج، حيث أجبر ابنته على ارتداء “النقاب” وعملت في محل الملابس حتى مقتلها، وأنكر في التحقيقات معرفته بالقاتل أو تورطه في الجريمة على النقيض مما أثبتته التحريات وتفريغ الهواتف المحمولة باتصاله عدة مرات بباقي المتهمين.

وأمرت نيابة شرق القاهرة الكلية، بإشراف المستشار أحمد عزالدين، المحامي العام الأول، أمس الأحد، بحبس “حفظي. ع” والد الفتاة و”جمال. ح” 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامه بالتحريض على قتلها، وأمرت بضبط وإحضار المتهم الرئيسي.

ورجح مصدر أمني – طلب عدم ذكر اسمه – أن سبب قتل الفتاة يرجع إلى قرب خروج والدها إلى المعاش، ورغبته في العودة إلى بلدته بالصعيد، فخطط لقتلها ليتخلص من العار والفضيحة التي لحقت به قبل 3 سنوات.

وصرحت النيابة بتشريح جثة المجني عليها ودفنها، وطلبت التحريات النهائية حول الواقعة وصحيفة الحالة الجنائية للمتهمين.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق