على حساب التحالف أو على حساب الشيخ / أحمد العيسي

8 يونيو 2018
على حساب التحالف أو على حساب الشيخ / أحمد العيسي
سعيد النخعي
سعيد النخعي

بقلم - سعيد النخعي

القاسم المشترك بين اليمنيين هو الفقر ، والجامع الذي يجمعهم هو العوز والحاجة ، في كل شارع من شوارع القاهرة ستجد يمنيين ، وفي كل حارة، ومطعم ، ومقهى ، وإستراحة ستجد يمنيين ، هؤلاء اليمنيون ليسوا سواحا أتوا ليقضوا فصل الصيف في مصر لزيارة آثارها الشهيرة ، أو معالمها السياحية الكبيرة ، أومدنها الترفيهية الجميلة .

الكيمرا التي يحملها السائح اليمني عكازا يتكأ عليه ، ومذكّرته التي يحملها فواتير تكاليف عملية جراحية ، أو سندات قيمة علاج ، لتسليمها مندوب التحالف ، أو مندوب الشيخ / أحمد العيسي ليدفع قيمة الفواتير ، أو السندات .

تتعالج على نفقة التحالف أو على نفقة الشيخ / أحمد العيسي ، أول سؤال يسأله اليمني حين يلقى اليمني في القاهرة ، وأكثر سؤال يدور على ألسنة اليمنيين هنا .

إن يتعالج هؤلاء على نفقة التحالف فلا غرابة ؛ لأن التحالف دول دخلت الحرب دفاعا عن مصالحها ، ويجب أن تتحمل تبعاتها ؛ باعتبار هؤلاء الجرحى يقاتلون تحت رأيتها ، وهذا أقل وأجب تقدمه لهم ، لكن ما هو المردود التجاري الذي سيعود به علاج المريض المعدم على الشيخ / أحمد العيسي ؟ وماهي الأهداف السياسية التي سيستفيد منها الشيخ / أحمد العيسي ؟ خاصة و إن الرجل لايمتلك أي صفة رسمية في الدولة ، ولا صفة حزبية .
ماهو المردود الإعلامي الذي سيعود عليه من علاج فقير معدم ، أو مريض أيام عمره شارفت على الإنتهاء ؟

أكثر من 1800 مريضا من كل مناطق الجنوب ، ومحافظات اليمن يتعالجون ويسكون على حساب الشيخ / أحمد العيسي ، ينفق عليهم أموالا طائلة ، بإمكانها أن تعمل مشروعا دعائيا ضخما للرجل ، تجعل من شخص الرجل ، وأعماله التجارية حديث القنوات والصحف والمواقع وجميع وسائل التواصل الاجتماعي ، إلا إنك قد تستغرب أن هؤلاء المرضى لايعرفون حتى صورة أحمد العيسي ، ناهيك أن يعرفوا شخصة .

لم نره يوما يتصور وسط هؤلاء المرضى ليظهر للآخرين بره بهم ، واحسانه إليهم ، وآياديه البيض عليهم .

لم تسوّق شركات الشيخ / أحمد العيسي ماتقوم به من أعمال خيرية ، لتستفيد من مردودها الدعائي تجاريا ، و اجتماعيا ، و إنسانيا ، وهذه تجربة حرية بالوقوف عليها ، وتقييمها بمالها وما عليها .

رغم التحريض الإعلامي المتعمد للنيل من الشيخ / أحمد العيسي ، إلا إنه لم يحرك شفتيه بكلمة واحدة ، بالرغم من محاولة شيطنته دون دليل ، ومحاولة تحميله كل مايعانيه الناس في عدن إبتداء من تردي الخدمات وإنتهاء بارتفاع أسعار البطاط ، ومع ذلك لم يحرك ساكنا ، ولم يستنفر جيوش الكتّاب والمفسبكين لتلميعه ، أو الترويج لمواقفه ، كما يفعل الكثيرون ممن هم أقل شأنا منه ، وهذه ظاهر جنوبية جديرة بالوقوف على مالها وما عليها .

الأعمال العظيمة يجب أن تذكر ، ومواقف الكرام يجب أن تدوّن ، وصنائع المعروف يجب أن تُشكر ، فما أسهل إطلاق التهم على عواهنها دون دليل ، وما أصعب إقامة الحجة ، والإتيان بالبراهين ، لذا يجب علي كمتحري للحقيقة، إن أسألك ماهو سبب ذمّك فلانا من الناس ، أو مدحك له ؟ لأن ربما تكون دوافع المتكلم غير ما يحاول إقناع به السامع ، وما أكثر الدوافع المريضة المنتشرة عندنا في الجنوب ، وخاصة المناطقية ، و المصالح الشخصية ، والتعصب الأعمى .

لذا فالموضوعية في الطرح هي الأرضية الوحيدة التي يستقيم عليها ميزان العدل لمحاكمة الأشخاص ، أو الأعمال ، أو المواقف ، والمعيار الوحيد لقياسها هو العمل فقط .

سعيد النخعي
القاهرة 7يونيو/2018م

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق